ليس أكثر من مقامرة متهورة الإعلام الأمريكي خنجر في ظهر بايدن
القاهرة
جاسر الضبع
تزايدت الدعوات المطالبة بانسحاب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” من السباق الرئاسي الديمقراطي، وسط موجة من الانتقادات الساخرة لأدائه الضعيف في المناظرة ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقد انضمت صحيفة نيويورك تايمز وكبار الإعلاميين وبعض من أبرز داعمي بايدن إلى هذه الدعوات.
أداء مثير القلق
وأفاد مجلس إدارة نيويورك تايمز بأن الرئيس قدم أداءً يثير القلق بشدة، حتى أن أفضل ما يمكنه فعله الآن لصالح البلاد التي خدمها لأكثر من نصف قرن هو الانسحاب من السباق والسماح لحزبه الديمقراطي باختيار مرشح آخر.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن، الذي كان يعتبر الخيار الأمثل لهزيمة ترامب في عام 2020، ينبغي عليه الآن إعلان انسحابه كأفضل خدمة يمكن أن يقدمها للبلاد.
ووصفت الصحيفة موقف بايدن بأنه مقامرة متهورة، في حين أن هناك قادة ديمقراطيين آخرين أكثر قدرة على تقديم بدائل مقنعة لرئاسة ترامب الثانية.
وأكدت أن الأمريكيين لا يمكنهم تجاهل عمر بايدن وعجزه الواضح.
كل حلفائك خانوك يا بايدن!
كما انضم كاتب العمود المفضل لدى بايدن، توم فريدمان من صحيفة نيويورك تايمز، إلى الدعوة لانسحابه، معربًا عن تأثره الشديد أثناء مشاهدة المناظرة من لشبونة.
ووجه جو سكاربورو، مقدم برنامج “Morning Joe” على قناة MSNBC، رسالة مماثلة، رغم حبه لبايدن ووصفه لرئاسته بأنها “نجاح غير مشروط”.
من جانبه، نشر موقع “ذا أتلانتيك” ستة مقالات تدعو جميعها إلى إنهاء ترشح بايدن.
وأظهرت ردود الفعل الإعلامية حالة من الصدمة إزاء أداء بايدن البالغ من العمر 81 عامًا في المناظرة، حيث ظهر عاجزًا في مواجهة ترامب، الذي بالرغم من أنه أصغر منه بثلاث سنوات فقط، قدم صورة أكثر طلاقة، وإن كانت كاذبة.
أعرف ماذا أفعل
رغم ذلك خرج بايدن متفائلاً في تجمع انتخابي في ولاية كارولينا الشمالية، معترفًا بأنه “لم يعد يجيد المناظرة كما كان من قبل”، ولكنه أكد أمام الحشد أنه “يعرف كيف يقول الحقيقة وكيف يؤدي المهمة”.
تلقت حملة بايدن دعمًا عامًا من شخصيات ديمقراطية بارزة مثل باراك أوباما، وبيل وهيلاري كلينتون، وكامالا هاريس، وجافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا.
ومع ذلك، من غير المرجح أن تهدئ هذه الرسائل الإيجابية المخاوف المتزايدة داخل الحزب الديمقراطي وحتى في البيت الأبيض.
وفقًا لموقع بوليتيكو، شعر العديد من المسؤولين في الجناح الغربي للبيت الأبيض بالإحباط الشديد من أداء بايدن في المناظرة، لدرجة أنهم اختاروا العمل من المنزل في اليوم التالي.
وأثار النقاش موجات من الذعر بين كبار المانحين الديمقراطيين في وادي السيليكون، حيث تبادلوا الرسائل حول كيفية إقناع جيل بايدن بإقناع زوجها بالتخلي عن الترشح.
المتبرعون قلقون
وألغى أحد المتبرعين في صناعة التكنولوجيا فعالية لجمع التبرعات كان من المقرر أن يستضيفها بايدن، بعد مشاهدته للمناظرة، وبدأت التكهنات تدور حول البدائل المحتملة إذا تنحى بايدن، ومن بين المرشحين الأوفر حظا كامالا هاريس وجافين نيوسوم، لكن كلاهما لديه نقاط ضعف.
بالإضافة إلى أسماء أخرى محتملة مثل جريتشن ويتمر حاكمة ميشيجن، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم ولاية إلينوي جيه بي بريتزكر.
يبقى أن نرى ما إذا كان السخط الحالي قويًا بما يكفي لتحويل هذه التكهنات إلى حقيقة، وإذا ما كانت مجموعة بارزة من شيوخ الحزب الديمقراطي ستتخذ خطوات جذرية لإقناع الرئيس بالانسحاب.