ليلة الإسراء والمعراج.. الأدعية المستحبة وموعدها وحكم الاحتفال بها
يحتفل المسلمون اليوم بليلة الإسراء والمعراج، الليلة التي أسري فيها رسول الله محمد «ص»،
من بيت الله الحرام بمكة المكرمة إلى بيت المقدس ليريه الله تعالى من آياته الباهرة، كما قال
تعالى عن ليلة الاسراء والمعراج: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير»،
موعد ليلة الاسراء والمعراج
قالت دار الإفتاء المصرية، في بيانها أن ليلة الإسراء والمعراج تبدأ من مغرب اليوم الأربعاء 26 رجب
1442هـ الموافق ١٠-٣-٢٠٢١ حتى فجر الخميس 27 رجب 1442هـ الموافق ١١-٣-٢٠٢١م
ما حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في شهر رجب؟
تقول دار الافتاء المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء
والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجب؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك
التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله
وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم
فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
الدروس المستفادة من ليلة الاسراء والمعراج
قال الشيخ محمد حسن، المحاضر والباحث في الشريعة الإسلامية، إن ما يجب تعلمه من حادثة الإسراء
والمعراج أنه لا يجب اليأس مع الأمل والتفائل دائما.
وأوضح حسن أن رحلة الإسراء والمعراج بدأت بعدما أوذي النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء
دعوته أهل الطائف للإسلام وسال الدماء من قدمه الشريف فركن إلى شجرة ودعا ربه.
وأشار إلى أن الله عز وجل أراد أن يُكرم النبي محمد فبعث إليه جبريل عليه السلام ليحمله على البراق
– ما بين البغل والحمار- شديد البياض ويتميز بسرعته الفائقة، مضيفا أن الرسول صلى الله عليه وسلم
ترقى حتى وصل إلى بيت المقدس في فلسطين ثم صلى بالأنبياء جميعا إماما وهذه دلالة كبيرة
بأنه خاتم الأنبياء.
أفضل أدعية ليلة الإسراء والمعراج
يقال إنه قبل الإسراء مباشرة، عانى النبي من اضطهاد قومه، فذهب إلى جبل الطائف وقال هذا الدعاء
: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ. يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ
، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلَا
أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتِ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
، مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ».
وبعد انتهائه نزل له ملك الجبال وقال: «يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي
رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو
أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، ويعتبر من أفضل الأدعية عند الشعور
بالظلم أو الاستضعاف.