ما إمكانية تنفيذ المقترح الإسرائيلي لوقف الحرب في غزة؟
مع فشل التحركات الدولية والعربية في إقرار صفقة تبادل للأسرى في غزة، أشارت تقارير إلى مقترح إسرائيلي جديد لوقف الحرب، يتضمن بنودا عدة من ضمنها خروج السنوار خارج القطاع.
وبحسب وسائل إعلام، قدمت إسرائيل إلى الولايات المتحدة مقترحا جديدا للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن المختطفين ينص على إطلاق جميع المختطفين دفعة واحدة، وتأمين الخروج الآمن لزعيم “حماس”، يحيى السنوار، وكل من يريد الخروج معه من قطاع غزة.
ويتضمن المقترح الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ونزع سلاح القطاع وتطبيق آلية إدارة للقطاع وإنهاء الحرب في غزة.
وسبق وأن طرحت إسرائيل هذا المقترح على لسان جال هيرش المكلف من جانب الحكومة الإسرائيلية بملف أزمة الرهائن، حيث أكد قبل أيام أن إسرائيل عرضت توفير الممر الآمن للسنوار.
وطرح البعض تساؤلات بشأن تصاعد الحديث حول المقترح الإسرائيلي الجديد، وإمكانية تنفيذه في ظل فشل كل الصيغ المطروحة للتفاوض، لا سيما مع تأكيد السنوار أكثر من مرة رفضه الخروج من غزة.
مقترح غامض
قال الدكتور ماهر صافي، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، إن المقترح الإسرائيلي الأخير بشأن الهدنة في قطاع غزة والخروج الآمن للسنوار، أحادي الجانب، لكنه يحظى باهتمام من قبل واشنطن، وإن لم تعلن الإدارة الأمريكية عن أي تفاصيل.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، المقترح الإسرائيلي من وجهة نظرها وكذلك الإدارة الأمريكية مقترح مناسب، لكن هناك غموضا وعدم وضوح في حيثيات هذا المقترح غير المنصف، في ظل عدم وجود أعداد محددة لعدد الأسرى الفلسطينيين الذي تنوي إسرائيل الإفراج عنهم مقابل الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية في غزة.
وتابع: “المقترح أيضا لم يوضح طبيعة السلطة التي ستتولى زمام الأمور في غزة، وطبيعة النظام البديل الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب، فالمقترح غامض ولكن في مضمونه يركز على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين فقط”.
ويرى صافي أن هذا المقترح سيرفض من قبل حماس لعدم وضوحه، ولأن الحركة ترفض إبعاد أي مسؤول أو قيادي خارج غزة، ولعدم نية الجيش الإسرائيلي الانسحاب من محور فيلادلفيا ونتساريم ووقف إطلاق النار في غزة.
شهور من الحرب
في السياق قال أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، إن وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى مقترح إسرائيلي قدمته الإدارة الأمريكية للوسطاء في قطر ومصر، يتحدث عن تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مرة واحدة، عبر إطلاق كل الأسرى الإسرائيليين دون تمييز بينهم، مقابل آلاف الأسرى من الفلسطينيين دون تبييض السجون.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تتحدث الصفقة عن خروج آمن للسنوار وعدد من قيادات جماس السياسية والعسكرية للإقامة خارج قطاع غزة، دون أن يكون هناك أي حسابات، وفي نفس السياق انسحاب إسرائيل من كامل قطاع غزة، وإعادة ترتيبات سياسية بشكل كامل لإدارة القطاع.
ويرى الرقب أن “هذا الأمر حتى الآن غير واضح، وغير مؤكد بشكل قطعي، لكن من الوارد أن يكون الاقتراح حقيقيًا، لكن سبق وأن أعلن السنوار أنه لن يترك قطاع غزة في مرحلة الاستنزاف مع العدو”.
واستبعد السياسي الفلسطيني قبول وتنفيذ هذا الطرح، مؤكدًا أن هناك شهورا أمام هذا الاقتتال حتى يقتنع نتنياهو بأنه آن الأوان أن تتوقف الحرب، والأقرب بعد أن يعود الكنيست الإسرائيلي للعمل في شهر أكتوبر المقبل، حيث أن الكنيست في إجازة صيفية تنتهي في 15 أكتوبر.
وأنهى حديثه قائلًا: “عندها يكون نتنياهو قد احتفل بمقتل 50 ألف فلسطيني مقابل ألف إسرائيلي في السابع من أكتوبر، وهكذا قد
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أطلقت خلالها آلاف الصواريخ تجاه إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأسر نحو 250 آخرين، فيما أسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 95 ألفاً آخرين، حسب بيانات وزارة الصحة.
وتتابع إسرائيل الحرب على الرغم من تبني مجلس الأمن الدولي قرارين بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير إلزامية لتجنب استهداف المدنيين، في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على القطاع.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تدعو إلى البدء فوراً باستئناف عملية التفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية، مُشدِّداً على موقف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الداعي لتسوية أزمة الشرق الأوسط على أساس صيغة “حل الدولتين”، التي أقرها مجلس الأمن الدولي.