متمردو “تيغراي” ينسحبون من إقليم عفر
أكّد المتمردون الإثيوبيون في منطقة تيغراي الثلاثاء أنّهم انسحبوا من المناطق التي احتلّوها منذ تسعة أشهر في إقليم عفر المجاور، ملبّين بذلك أحد الشروط التي حدّدتها الحكومة الإثيوبية للتوصّل إلى هدنة أعلنت في آذار/مارس.
ولم تجب الحكومة الفدرالية الإثيوبية ولا السلطات الإقليمية في عفر على الفور على أسئلة فرانس برس لتأكيد صحة هذه الأنباء أو نفيها، كما تعذّر التحقّق على الأرض من تأكيدات جبهة تحرير شعب تيغراي التي تخوض حرباً ضدّ أديس أبابا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
وقال الناطقان باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا وكنديا غبريهيوت لوكالة فرانس برس الثلاثاء إنّ قوات المتمردين انسحبت من عفر بالكامل.
وأكدت كنديا جبريهيوت “لقد انسحبنا من جميع مناطق عفر” التي احتلتها جبهة تحرير شعب تيغراي.
واندلع النزاع في تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الجيش لطرد جبهة تحرير شعب تيغراي منها، الحزب الذي كان يدير المنطقة واتهمه بمهاجمة قواعد عسكرية.
وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي التي حكمت إثيوبيا لما يقارب 30 عامًا حتى وصول أبيي إلى السلطة في عام 2018، تحتج في حينها على سلطة الحكومة الفدرالية منذ عدة أشهر.
بعد احتلال تيغراي طُرد الجيش الفدرالي منها في حزيران/يونيو 2021 بهجوم مضاد لجيش تحرير شعب تيغراي الذي تقدم إلى المناطق المجاورة ثم باتجاه أديس أبابا.
في كانون الأول/ديسمبر، انسحبت جبهة تحرير شعب تيغراي إلى تيغراي لكنها استمرت في احتلال عدة مناطق من أمهرة وعفر المتاخمتين.
وأضافت المتحدثة “منذ البداية لم نكن نعتزم البقاء لفترة طويلة في عفر، لقد ذهبنا إلى هناك لتسوية التهديدات الأمنية التي تتعرّض لها تيغراي” ولا سيّما “على أيدي ميليشيات من عفر”.
وسمحت الهدنة الأخيرة منذ الأول من نيسان/أبريل لقوافل عدة بأن تنقل للمرة الأولى منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر مساعدات إنسانية براً إلى تيغراي الخاضعة لما وصفته الأمم المتحدة بأنه “حصار فعلي”، يتبادل الجانبان مسؤوليته.
وتابعت المتحدّثة ردّاً على سؤال حول احتمال أن يؤدي انسحاب المتمردين من عفر إلى تسهيل وصول المساعدات إلى تيغراي “يجب الفصل بين القضايا الإنسانية وتلك السياسية”.