محللون : هل تستطيع أمريكا منع حرب شاملة في الشرق الأوسط؟

0

أجمع محللون سياسيون على أن الإدارة الأمريكية قادرة على منع اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، لكن الواقع السياسي الراهن، لا سيما المتعلق بالانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يحول دون ذلك.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعرب عن اعتقاده بأنه يمكن تجنب خطر اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، مجددًا التأكيد على التزام واشنطن بالدفاع عن أمن إسرائيل.

وقال بايدن في تصريحات صحفية: “لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة، أعتقد أن بإمكاننا تجنبها”.

واستدرك بالقول: “لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به”.

وشدد بايدن على رفضه التفاوض بشكل علني حول موقف تل أبيب من مهاجمة مواقع نفط إيرانية، ردًا على الضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، وفق “رويترز”.

تصريحات بايدن تزامنت مع تكثيف إسرائيل لعمليات القصف على لبنان، واجتياح الجنوب اللبناني بريًا، ودراسة الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف إسرائيل الثلاثاء الماضي.

واقع سياسي مختلف

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، المحامي أمين بشير، إنه على اعتبار أن أمريكا هي الممول الأول لإسرائيل، والداعم لها بالسلاح، فهي قادرة بالطبع على منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الدخول في حرب شاملة بالمنطقة، لكن الواقع السياسي الأمريكي مختلف اليوم، ما يجعل واشنطن غير قادرة على فرض وقف الحرب على إسرائيل.

وأضاف بشير، لـ”إرم نيوز”، أن “أمريكا اليوم لا تستطيع وقف إمدادات السلاح لإسرائيل وإنهاء الحرب، وخلافًا لمن يقول إن أمريكا هي من صنعت إسرائيل، فإنني أرى أن إسرائيل هي التي صنعت أمريكا، وبالتالي إسرائيل هي التي تدير أمريكا وليس العكس”.

وأوضح أن اللوبي الصهيوني المتمركز في أمريكا، هو الذي يقف عائقًا أمام القرار الأمريكي بوقف الحرب، أو وقف إمداد إسرائيل بالسلاح.

واستطرد بشير قائلًا: “أمريكا لا تستطيع وقف الحرب طالما أن إسرائيل ترغب بمواصلتها، وهو ما نعيشه بالفترة الذهبية لنتنياهو، الذي يقوم بكل الحروب التي يريد شنها دون رقيب”.

ولفت إلى أن الفريقين المتنافسين في السباق الرئاسي الأمريكي، الديمقراطي والجمهوري، يسعيان حاليًا إلى كسب تأييد نتنياهو واللوبي الصهيوني للفوز برئاسة البيت الأبيض.

 

وأعرب بشير عن اعتقاده بأنستضطر للحاق بنتنياهو إذا قرر الذهاب إلى حرب شاملة، غير أن لدى نتنياهو حسابات معينة.

ورجح أن يذهب نتنياهو إلى ضربات عسكرية نوعية تؤذي إيران، لكن دون التمادي إلى حرب كبرى، وهو الأمر الذي لا تريده إيران أيضًا، وإذا وقع هذا السيناريو، فإننا سنذهب للحديث عن مواضيع أخرى كالنفط والمضائق، واستدراج روسيا وربما الصين إلى الحرب.

واختتم بشير بالقول: “أعتقد أن نتنياهو يتفرد بالملعب، لكن هذا الملعب له حدود، لا تصل إلى حرب إقليمية”.

استفراد إسرائيلي بالجبهات

من جانبه، يرى المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، أن مفهوم الحرب الشاملة يتلاشى لدى إسرائيل مع كل يوم تسقط فيه جبهة بيدها، لأن مفهوم الحرب الشاملة لم يكن مبنيًا على مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، بل على تفعيل الجبهات التي تحيط بإسرائيل وضربها، في إشارة لوكلاء إيران في المنطقة، وعلى رأسهم ميليشيا حزب الله اللبنانية.

وأوضح السبايلة، لـ”إرم نيوز”، أنه بمجرد انتقال إسرائيل من الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة، والمواجهات بالضفة الغربية، إلى الحرب ضد ميليشيا حزب الله في لبنان، وسط الاستمرار بضرب أهداف في سوريا، والسيطرة على منع انفجار جبهة الجولان، فإن هذا يعني بالضرورة سير إسرائيل بخطى ثابتة باتجاه تقليل الخطر الإيراني المحدق بها على تلك الجبهات.

وتابع: “هذا يعني أن المواجهة أصبحت بين إسرائيل وإيران فقط، ولم تأخذ بالبعد الشامل، لأن هذه الجبهات لن تكون قادرة على تفعيل الحرب” في ظل ما تشهده من خسائر.

وأكد السبايلة أنه مع مرور الوقت، والاستفراد الإسرائيلي بالجبهات واحدة تلو الأخرى، فإن مضمون الحرب الشاملة يخف تدريجيًا، لصالح حرب مواجهة مع فريق تابع لإيران، لافتًا إلى أن أمريكا تساند إسرائيل على تطبيق هذا السيناريو، وضبط شكل الرد الإسرائيلي على أي هجوم إيراني.

وقال: إن “توسيع الرد الإسرائيلي على، لم يعد يندرج في فكرة الانفلات نحو حرب شاملة”.

واستبعد السبايلة أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قادرة حاليًا على بسط نفوذها على إسرائيل، فيما إذا انزلقت نحو حرب شاملة، بسبب قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسعي القطبين المتنافسين في السباق الرئاسي، الديمقراطي والجمهوري، لكسب تأييد اللوبي الصهيوني في الانتخابات.