محمد الضيف .. من هو مهندس الأنفاق و”الرجل المتنقل”

0

أكد الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل القائد العسكري لدى حركة “حماس”، محمد الضيف، الذي لقبته الاستخبارات الإسرائيلية سابقا بـ”المقاتل ذو الـ9 أرواح”، بقصف نفذته القوات الإسرائيلية، في منتصف يوليو/ تموز الماضي، فيما لم تؤكد “حماس” حتى الآن صحة هذا البيان ولم تنفيه أيضا.

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان، “إنه، بعد التأكد استخبارتيا، جيش الدفاع وجهاز الأمن العام قضيا على المدعو محمد الضيف، قائد الجناح العسكري التابع لحركة “حماس”.

وبحسب البيان، فقد أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل دقيق على المجمع الذي كان يختبئ فيه، محمد الضيف، ورافع سلامة، قائد لواء خانيونس لدى “حماس”، والذي تأكد مقتله، قبل عدة أسابيع، وقتل معهم عدد من العناصر.

“الرجل المتنقل”… من هو محمد الضيف؟

محمد دياب المصري، المعروف بمحمد الضيف، فلسطيني ولد في غزة، عام 1965، عندما كانت المنطقة تحت السيطرة المصرية.

وينتمي الضيف إلى أسرة فلسطينية لاجئة هُجّرت، عام 1948، من قرية القبيبة إلى غزة، حيث نشأ في مخيم خان يونس للاجئين، وظل يعيش فيه طوال حياته.

تربى الضيف في أسرة فقيرة جدا، وعمل إلى جانب والده في مجال الغزل والتنجيد، كما أنشأ مزرعة لتربية الدواجن وعمل سائقا، واضطر في بعض الأحيان للتوقف عن الدراسة لمساعدة أسرته في تأمين احتياجاتها.

يُعرف محمد الضيف بـ”أبو خالد”، وجاءت هذه الكنية بعد دوره التمثيلي في إحدى المسرحيات أيام الدراسة الجامعية، وهي مسرحية “المهرج”، وكان يلعب فيها دور “أبو خالد” وهي شخصية تاريخية عاشت خلال الفترة ما بين العصرين الأموي والعباسي.

ويُعرف باسم الضيف مجازاً، إشارة إلى أسلوب حياته المتنقل، إذ يتنقل من مكان إلى آخر تجنبا للغارات الجوية الإسرائيلية.

وحصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس الفيزياء والكيمياء والأحياء. وأظهر ولعا بالفنون، إذ ترأس حينها لجنة الترفيه في الجامعة وقدم عروضا مسرحية كوميدية على خشبة المسرح.

النشاط العسكري والانضمام لحركة “حماس”

انضم الضيف إلى حركة “حماس”، عام 1987، فاعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1989، وقضى 16 شهرا، في السجن بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ”حماس”.

بعد خروج الضيف من السجن انتقل إلى الضفة الغربية، برفقة عدد من قادة “كتائب القسام” في قطاع غزة، وبقى هناك لفترة من الزمن، حيث أشرف على تأسيس فرع لـ”كتائب القسام” في الضفة الغربية، وأصبح قائداً له بعد اغتيال، عماد عقل، عام 1993.

وفي عام 2000، مع بداية “الانتفاضة الثانية”، اعتقلت السلطة الفلسطينية، وبعد خروجه من السجن، أصبح الضيف القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام”، بعد اغتيال سلفه، صلاح شحادة، بغارة إسرائيلية، عام 2002.

وفي عام 2015، أُدرج الضيف على اللائحة السوداء الأمريكية لـ”الإرهابيين الدوليين”، كما أُدرج على قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب في ديسمبر/ كانون الأول 2024.

“مهندس بناء الأنفاق وصانع القنابل”

شارك الضيف في عدة عمليات عسكرية ضد إسرائيل، بدءا من اختطاف جنود وهجمات صاروخية، مرورا بعمليات عسكرية، ووصولا إلى هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي يُعتقد أنه “العقل المدبر” له، إلى جانب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار.

ويعود الفضل للضيف في تصميم سلاح حماس الأبرز من صواريخ، وشبكة الأنفاق التي حفرت تحت غزة. وهذه الأنفاق هي المكان الذي يُعتقد أن الضيف يقضي معظم وقته فيها متخفيًا بعيدًا عن أنظار الجيش الإسرائيلي، وموجها منها عمليات “حماس”.

محاولات اغتيال استهدفت “مقاتل ذو 9 أرواح”

حاولت المخابرات الإسرائيلية مراراً تصفية الضيف 7 مرات على الأقل، لكنها فشلت كل مرة، وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.

إسرائيلياً يعرف الضيف بـ”رجل الموت” أو “المقاتل ذو التسعة أرواح”، وتأتي التسمية الأخيرة بعد سبع محاولات اغتيال إسرائيلية نجا منها الضيف، الذي يتصدر قائمة المطلوبين في إسرائيل.

وكانت إحدى محاولات اغتياله، في أيلول/ سبتمبر عام 2002 ، ونجا منها بأعجوبة، حيث فشلت صواريخ طائرات “أباتشي” في قتله رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها، وأدى الحادث إلى استشهاد اثنين من مرافقيه، وأشارت مصادر فلسطينية وقتها إلى أن الضيف فقد إحدى عينيه.

وتدّعي المخابرات الإسرائيلية أن الضيف وبسبب محاولات الإغتيال خسر قدميه وإحدى يديه، والبعض الآخر يقول بأنه خسر عينه فقط، والبعض الآخر يقول بأنه لم يخسر شيئا على الإطلاق. وتدّعي إسرائيل بأنه أصبحت لديه صعوبة في التكلم بسبب محاولات الاغتيال، لكنه كلام غير مؤكد وغير موثوق.

وفي عام 2014، وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، واستمرت أكثر من 50 يوما، أخفق الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف أيضا، إلا أنه قتلت زوجته وابنه البالغ من العمر 7 أشهر، وابنته البالغة من العمر 3 سنوات.

ونوهت الدفاع الإسرائيلية في بيانها بعد تأكيد اغتيال الضيف، إلى أن الضيف قد عمل بشكل وثيق مع يحيي السنوار، وأدار خلال الحرب أنشطة “حماس” في قطاع غزة موجهًا التعليمات والأوامر إلى قادة الجناح العسكري للحركة.

وبدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن “مقتل محمد الضيف خطوة كبيرة في مساعي القضاء على “حماس”، مشيرا إلى أن عملية استهداف، محمد الضيف “كانت دقيقة وعالية الجودة”.

الجدير بالذكر، أن القوات الإسرائيلية نفذت غارة، في منتصف يوليو/ تموز، استهدفت فيها منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس. وتسببت الغارة بمقتل 90 فلسطينيا، وإصابة 300 آخرين بينهم العشرات من الأطفال والنساء.