محمود دسوقي يكتب: المتحف المصري الكبير .. مُفتاح العلم وتاريخ الحضارة

7

المعيار الحقيقي لقياس قوة الدول وأهميتها وتأثيرها عالميًا هو ما تقدمه للبشرية من علوم نافعة وابتكارات خالدة واكتشافات مهمة، فعلى قدر الإسهامات تكون الأهمية وعلى قدر العطاء يكون الثناء.
وليس أدل على عظمة مصر وقوتها وريادتها قديمًا وحديثًا، مما تقدمه للعالم أجمع من علوم وثقافة شملت جميع المجالات، وها هي مصر تقدم للعالم أكبر متحف للحضارة ليكون منارة علمية وثقافية ووجهة سياحية لجميع شعوب العالم.
إن ما يتضمنه المتحف المصري الكبير، ليس فقط تماثيل فرعونية ومسلات وقطع أثرية نادرة، لكنها حضارة مكتملة الأركان تضمنت أسس علوم الهندسة والفلك والرياضيات والطب والفلسفة وغيرها من العلوم التي لا يمكن حصرها في مجرد سطور.
وتحتفل مصر اليوم بافتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الإنجاز الحضاري والثقافي غير المسبوق، بمشاركة زعماء ورؤساء وملوك ما يزيد عن 40 دولة عربية وإسلامية وأوروبية.
ويعد المتحف المصري الكبير وجهة سياحية عالمية تحكي تاريخ أعظم حضارة عرفها التاريخ، ويتضمن ما يزيد 100 ألف قطعة أثرية بارزة من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، بينما العدد الكامل من القطع الأثرية المعروضة يتجاوز مئات الآلاف لمختلف العصور.
ولا شك أن حرص 400 قناة فضائية محلية ودولية ووكالات أنباء وإذاعات عالمية، على نقل الحدث التاريخي الأكبر في العصر الحديث، يعكس الاهتمام العالمي بتاريخ مصر القديمة وحضارتها، كواحدة من أهم الحضارات التي قدمت للبشرية مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية والتطبيقية.
افتتاح المتحف المصري الكبير ليس حدثا تاريخيًا ولا اقتصاديًا فحسب، لكنه شهادة بعظمة التاريخ المصري، وتذكير بالريادة المصرية قديمًا وحديثًا، وأن مصر كانت ومازالت وستظل قوة إقليمية ودولية لها من التأثير والثقل ما ليس لسواها من دول المنطقة.
إن ما تعيشه مصر من نهضة حقيقية في مجالات التنمية المستدامة والمشروعات الثقافية والاقتصادية العملاقة مدعاة للفخر والتفاؤل بمستقبل مبهج للحاضر وللأجيال القادمة، إن عظمة الدولة وقوتها مستمدة بلا شك من وعي شعبها وحرصه على التقدم والأخذ بأسباب العلم وبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن.
محمود دسوقي – صحفي بمؤسسة الأهرام وباحث أكاديمي