محمود دسوقي يكتب: شعب نيويورك مُحب للسلام
رغم كونه مسلمًا من أصول أوغندية ولا يتجاوز عمره 34 عامًا، فاز الشاب زهران ممداني عضو الحزب الديمقراطي بمنصب عمدة مدينة نيويورك في انتخابات نوفمبر الجاري 2025، وخلافًا لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهض لممداني، خرج الشعب الأمريكي بولاية نيويورك معلنًا تأييده لزهران ممداني رغم تهديد ترامب بتقليص المخصصات المالية للمدينة.
وكتب ترامب على منصة تروث سوشال “إذا فاز المرشح الشيوعي زهران ممداني في انتخابات عمدة مدينة نيويورك، فمن غير المرجح أن أساهم بأموال فيدرالية، بخلاف الحد الأدنى المطلوب، لمدينتي الحبيبة الأولى، لأن هذه المدينة التي كانت عظيمة في يوم من الأيام، بصفتها شيوعية، لا تملك أي فرصة للنجاح، أو حتى البقاء! لا يمكن أن تصبح الأمور إلا أسوأ مع وجود شيوعي على رأس السلطة”.
البرنامج الانتخابي لزهران ممداني، تضمن العديد من الأهداف الإصلاحية في المدينة في مجالات الصحة والتعليم والتوظيف خلافًا لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووجه ممداني انتقادات لاذعة للحرب الإسرائيلية على غزة متعهدًا باعتقال نتنياهو إذا جاء للمدينة نظرًا لإدانته في جرائم حرب.
الفوز الكبير لزهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك لم يكن فقط بدعم الجاليات المسلمة أو مسيحي المدينة فقط لكن حظي ممداني أيضًا بدعم كبير من اليهود، رغم إدانته الشديدة للحرب على غزة والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتعهده باعتقال نتنياهو إذا جاء للمدينة.
إننا حقيقة أمام مشهد تاريخي، لا يمكن تفسيره إلا بالقول إن الشعوب مُحبة للسلام وداعية له على اختلاف دياناتها وثقافاتها، بخلاف الحكومات والسياسيين الذي يركضون فقط وراء أمجاد ومآرب خاصة.
محمود دسوقي – صحفي بمؤسسة الأهرام وباحث أكاديمي
