محمود دسوقي يكتب: قمة شرم الشيخ .. ليلة بات فيها الضمير الإنساني سعيدًا
وسط أجواء يملؤها الفرح ووجوه تعلوها الابتسامة الغائبة منذ عامين، استضافت مصر قمة شرم الشيخ للسلام بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وملوك وزعماء ورؤساء وممثلين عن 35 دولة، للتوقيع على اتفاق وقف الحرب بين إسرائيل وقوى المقاومة الفلسطينية، ووضع نهاية لتلك الحرب الدامية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني أطفال ونساء ورجال رافضين تصفية قضيتهم والتهجير من أرضهم.
اتفاق وقف الحرب والذي بدأ بتنفيذ ناجح وجدّي لمرحلته الأولى، يأمل المشاركون في صياغته من مصر والولايات المتحدة الأمريكية وقطر اكتماله على النحو المطلوب ووفقًا لما مخطط وضمان عدم إخلال طرفي النزاع ببنوده حرصًا على عدم تجدد الاشتباكات التي أرهقت الطرفين وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الأرواح، وأيضًا البناء على ما تحقق والتخطيط لوضع رؤى سريعة لإعادة الإعمار في غزة.
ولا شك أن التوصل لهذا الاتفاق، دليل دامغ على عظمة الدولة المصرية وقوتها وريادتها على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث تعد قمة شرم الشيخ للسلام إنجازًا مصريًا كبيرًا في ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أن اتفاق وقف الحرب بين إسرائيل وقوى المقاومة الفلسطينية، لم يكن ليتحقق إلا بصمود الموقف المصري الرافض لتصفية القضية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، والجهود المضنية التي بذلتها مصر دفاعًا عن الحق الفلسطيني.
وإذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الراعي الأول والضامن الأقوى لاتفاق وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، أكد في كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي انتصار إسرائيل في الحرب بأسلحة أمريكية متطورة وأن القدس ستظل عاصمة للإسرائيليين، وتأكيد مسئولين إسرائيليين بارزين أن دولتهم ستظل تسيطر على 53% من قطاع غزة، إلا أن ما يعنينا الآن هو وقف الحرب وإنهاء شلال الدم وهو الحدث الأهم ومن ثم البناء عليه.
بقلم: محمود دسوقي
صحفي بمؤسسة الأهرام وباحث أكاديمي
