مرساة الحلم .. بقلم الشاعر: مصطفى المراد

3

هرباً من صخبِ الحياةِ وضجيج العواملِ، قصدت البحر، مُتَّكِئاً على كتفِ صخرةٍ،مُسدلاً ستائرَ الأفكار ترسم رسائل الحُلُمٍ، فكانت قصيدة”مرساة حُلُمٍ” من بحر الوافر:
وَضَعْتُ الهمَّ في خَدِ الرِمالِ
وجَئتُ الوقتَ في الزَمَنِ المُحالِ
وثاوٍ فوقَ صَخْرٍ في شُرودٍ
وشُطآنُ القصيدةِ في ارتِحالِ
أشاحَ الصمتُ مِن وَهَنٍ ظُنوناً
وأسرابُ التمنِّي مِن خِلالي
وضيقُ الكونِ في رغمِ اتِساعٍ
يُقيِّدُني بأفكارٍ حِبالي
ويَرمي ظُلمَ ليلٍ في مَتاهٍ
ويأخُذُ عُمقَ صبرٍ واحتِمالِ
جَفاني الحِبرُ مِن بَوْحِ اعتِصاري
فَخَطَّ يراعُ دمعي في الليالي
وبِتُّ وفي انكِساري كَتمُ حُزنٍ
ويَنمو الوهمُ في أضغاثِ بالي
أنا ما عُدتُ تَحْمِلُني جِراحي
فَضَنُّ الدَهْرِ في الأمرِ الوَبالِ
يُسامِرُني أنينُ الصوتِ لحناً
ويَرقُصُ فوقَ آلامِ انفِعالي
ظِلالُ الخوفِ يُثقِلُ مِن مساري
يُشَتِّتُني ويَمحو مِن ظِلالي
أجوبُ الفِكرَ أبحثُ عن زَماني
أراني فِكرَ سَطْرٍ في زَوالِ
حَملتُ العُمرَ أثقالاً ودَربي
طويلُ الحُزنِ، مفقودَ الوِصالِ
دَنَوْتُ إلى أماسي الفَرْحِ عَلِّي
أُداري الهمَّ، يَفْضَحُني هُزالي
يُعرِّني بأسراري وشَجْوي
ويَنْثُرُني على شَطٍ، رِمالِ
زَرعتُ اللومَ مِن فَرْطٍ، مُيولي
جَنيتُ القهرَ مِن مُرِّ الدَوالي
أُجاري الدَمْعَ في ثَغرٍ ضَحوكٍ
تُشارِكُني الهَزيمَةُ في انشِغالي
ويَحْدوني الطريقُ إلى حَنينٍ
وتَفْقُدني الكآبةُ في الجِبالِ
وفي عُمقِ المَسارِ خِتامُ رَجْعٍ
وفي نفسي ضَنينٌ، لا أُبالي
على كَتِفِ الزَمانِ، خِطُّ حَرْفاً
وحارَ جَوابُ صَمْتٍ عن سُؤالي
سُنونٌ في مُكابَدتي عِجافٌ
عَقارِبُ وقْتِها، لَدغٌ لِحالي
وجَمرُ الشوقِ حَرْقٌ في مكانٍ
وقَرْحُ الشوقِ ما لاقى مِثالي
٢٠٢٥/٨/١٤
مصطفى_ق _المراد