مسؤول أمريكي سابق يكشف تفاصيل جديدة حول تفجير الخبر
قال مدير مركز “ذا إنتيليجنس بروجيكت” بروس ريدل إن السعوديين كان لديهم الكثير من المعلومات بشأن بتفجير “أبراج الخبر” الذي وقع قبل 25 عاماً، لكنهم أخفوها عن الجانب الأمريكي، مشيراً إلى أن الرياض كانت على علم بوجود مجموعة شيعية تابعة لإيران تعمل على أراضيها.
وفي مقال على موقع معهد “بروكينغز” الأمريكي قال ريدل، الذي كان يعمل نائباً لمساعد وزير الخارجية الأمريكي وقت وقوع التفجير، إن التخطيط للعملية تم بالعاصمة السورية دمشق، قبل عامين من التنفيذ.
وأضاف أن السعوديين كانت لديهم معلومات كثيرة بشأن منفذي العملية، لكنهم لم يشاركوها من الجانب الأمريكي.
وأكد المقال أن الرياض كانت على علم بوجود مجموعة إرهابية شيعية على أراضيها، وأن هذه المجموعة كانت تقوم بتهريب المتفجرات بالمنطقة بدعم من إيران.
وقال الكاتب إن السعوديين كانوا مترددين في مشاركة ما يعرفونه من معلومات؛ خوفاً من أن تؤدي ردة الفعل الأمريكية ضد إيران إلى اندلاع حرب بين الجانبين تكون المملكة في منتصفها، ووصف هذا الاحتمال بأنه “كابوس للرياض”.
ولفت المقال إلى أن ضباطاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) اتصلوا بعملاء الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني الذين يعملون سراً كدبلوماسيين وهددوا بفضحهم علناً.
وقال إن هذه الخطوة أجبرت عشرات المسلحين الإيرانيين على فقدان مواقعهم في الخارج، ما عطل عملياتهم بشكل كبير، وكانت مدمرة لإيران أكثر بكثير مما كان يمكن أن تكون عليه ضربة جوية، وبدون مخاطر بدء حرب مفتوحة بلا نهاية وعواقب غير متوقعة.
ووفقاً للكاتب، فقد بعث الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، رسالة بعد ثلاث سنوات من الهجوم لنظيره الإيراني محمد خاتمي، طالبه فيها بتسليم مسؤولي الحرس الثوري المتورطين في العملية، وقد حمل هذه الرسالة سلطان عُمان الراحل، قابوس بن سعيد.
وقال الكاتب إن التخطيط للعملية بدأ قبل عامين في دمشق، وكان بين ثلاثة أطراف؛ الاستخبارات الإيرانية، وحزب الله اللبناني، ومجموعة من “الجماعات الإرهابية السعودية الشيعية” بأسماء مختلفة بما في ذلك “حزب الله في الحجاز”.
وأكد أن حزب الله اللبناني هو من أحضر الشخص الذي وضع المتفجرات في الشاحنة، وهو الشخص الذي لم يتم تحديد هويته أبداً، لكن قُبض على العقل المدبر وهو السعودي أحمد المغسل، الذي كان زعيم تنظيم “حزب الله الحجاز”.
وظلت الاستخبارات السعودية تلاحق “المغسل” لنحو 20 عاماً، وكان أيضاً مطلوباً من الولايات المتحدة.
كان الهجوم، الذي وقع في 25 يونيو 1996، هو الأكثر دموية على الولايات المتحدة بين هجومين كبيرين؛ هما تفجير بيروت عام 1983، و11 سبتمبر 2001.
وأسفر الهجوم، الذي تم بسيارة مخففة ضخمة، عن مصرع 19 طياراً أمريكياً وإصابة نحو 500 شخص، معظمهم سعوديون وعمال أجانب في مبانٍ مجاورة،
ولا يزال هذا الهجوم “يطارد علاقات واشنطن مع إيران” بعد ثبوت الأدلة التي تثبت تورطها فيه، وتحميل واشنطن المسؤولية لها بمساعدتها جماعة “حزب الله” الشيعية السعودية على تنفيذ الهجوم، فيما تواصل طهران نفي ذلك وترفض دفع أي تعويضات.