مسبار الأمل الإماراتي.. أول رحلة عربية استكشافية تصل المريخ
من المتوقع أن يصل مسبار “الأمل” الإماراتي، أول رحلة عربية استكشافية من نوعها، إلى مدار كوكب المريخ الثلاثاء، ما يجعله أول مهمة من أصل ثلاث تبلغ الكوكب الأحمر هذا الشهر.
وأطلقت كل من الإمارات والصين والولايات المتحدة مهمات إلى كوكب المريخ في تموز/يوليو الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من آليات البحث إلى المدار أو إلى سطح الكوكب الأكثر استقطابا للاهتمام في المجموعة الشمسية.
وفي حال نجاح المهمة، ستصبح الدولة الخليجية الثرية التي تحتفل هذا العام بذكرى ولادتها الخمسين، خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ بينما ستصبح الصين السادسة في اليوم التالي.
وقبيل الموعد المرتقب، أضاءت الإمارات معالمها باللون الأحمر ليلا، ووضعت الحسابات الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مسبار “الأمل”، بينما يستعد برج خليفة، أطول مباني العالم، لعرض احتفالي ضخم.
وعلى عكس مشروعي المريخ الآخرين، “تياونوين-1″ الصيني و”المريخ 2020″ الأميركي، لن يهبط المسبار الإماراتي على الكوكب الأحمر بل سيدور بدلا من ذلك حوله لمدة عام مريخي كامل أي ما يعادل 687 يوما.
وحدها الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر.
مناورة معقدة
بعد انطلاقه بنجاح من اليابان في تموز/يوليو الماضي، تواجه مهمة مسبار “الامل” مناورتها “الأكثر أهمية وتعقيدا”، وفقا لمسؤولين إماراتيين، مع نسبة نجاح تبلغ 50 بالمئة لدخول مدار المريخ.
وستكون عملية إبطاء سرعة المركبة الفضائية إلى الحد الذي يسمح بإدخالها في مدار جاذبية المريخ دقيقة جدا، وستبدأ مساء الثلاثاء في الساعة 19,30 بالتوقيت المحلي (15,30 تغ).
وسيدور المسبار إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وتستمر عملية حرق الوقود باستخدام ستة محركات للدفع العكسي لمدة 27 دقيقة ليقوم ذاتيا بخفض سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة.
وستستهلك هذه العملية المعقدة نصف الوقود في المسبار، مع 11 دقيقة لتصل إشارة من مسبار “الأمل” إلى كوكب الأرض.
وقال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عمران شرف إنه “لفخر كبير” أن تكون الإمارات أول من يصل الكوكب الأحمر هذا العام.
وأضاف “نشعر بتواضع لكوننا في مثل هذه الشراكة (…)،لم يكن هذا سباقًا بالنسبة لنا أبدًا، فنحن نتعامل مع الفضاء على أنه جهد وتعاون”.
وفي حين أنّ هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية، فإن المسبار جزء من هدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام.
وهذه أول مهمة من نوعها في العالم العربي، وقد صممت لتكون مصدر إلهام للجيل الشاب في منطقة غالبا ما تشهد صراعات وأزمات اقتصادية.
ويستخدم المسبار ثلاث وسائل علمية لمراقبة الغلاف الجوي للمريخ، ومن المتوقع أن يبدأ في إرسال المعلومات إلى الأرض في أيلول/سبتمبر 2021.
مهمات اخرى
ولن يتأخر المسبار الفضائي الصيني “تياونوين-1” أو “أسئلة إلى السماء” في اللحاق بالمسبار الإماراتي، حيث من المتوقع أن يصل إلى محيط المريخ الأربعاء.
وقام المسبار بالفعل بإرسال أول صورة للكوكب الأحمر الجمعة تظهر تجمعاً غازياً وما يشبه الحُفَر. والتُقِطَت الصورة بالأبيض والأسود من مسافة نحو 2,2 مليون كيلومتر من المريخ، وفقاً لوكالة الفضاء الصينية.
ويتألف “تياونوين-1” من مسبار مراقبة سيدور حول الكوكب الأحمر، ومركبة هبوط، إضافة إلى روبوت مسيّر بعجلات سيتولى تحليل تربة المريخ.
ويُتوقع إنزال الروبوت الموجود في المسبار على الكوكب في أيار/مايو، وهو يزن نحو 240 كيلوغراما وجُهّز بأربعة ألواح شمسية.
وتأمل الصين في أن تحقق في هذه المحاولة المستقلة الأولى لاستكشاف المريخ كل ما أنجزته الولايات المتحدة تقريبا خلال سنوات من المهمات الى المريخ منذ ستينات القرن العشرين، اي وضع مسبار في المدار، وإنزال مركبة هبوط، ثم إخراج روبوت مسيّر منها.
وكانت محاولة صينية روسية سابقة في 2011 توقفت قبل الأوان لعدما فشلت عملية الإطلاق.
أمّا الروبوت الجوال “برسفيرنس” الذي أرسلته وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، فإنّه مصمم لاكتشاف آثار لجراثيم قديمة كان يعج بها الكوكب الأحمر على الأرجح قبل ثلاثة مليارات سنة.
ويحمل المسبار معه أيضا مروحية صغيرة ستحاول انجاز أول تحليق جوي على كوكب آخر.
وفي حال وصول المركبة الأميركية من دون أضرار في 18 شباط/فبراير 2021، فستكون الخامسة التي تنجح في اتمام هذه الرحلة منذ العام 1997.
وتتمثل مهمة “برسفيرنس” الرئيسية في البحث عن آثار حياة سابقة على المريخ، ومن المتوقع أن تتواصل لنحو عامين.
وسيتولى “برسفيرنس” في سابقة أيضا، أخذ حوالى ثلاثين عينة من صخور المريخ ووضعها في أنابيب ستعيدها مهمة أميركية أوروبية مقبلة إلى الأرض في 2031 على أقرب تقدير.