أكد وزير الري، الدكتور محمد عبد العاطي، السبت، أن أي نقص في الموارد المائية الواردة إلى مصر نتيجة السد الإثيوبي، له
أضرار جسيمة على بلاده، مبيناً أن نقص مليار متر مكعب واحد من مياه النيل سوف يتسبب في فقدان 200 ألف أسرة لمصدر
رزقهم الرئيسي من الزراعة.
وقال في تصريحات صحافية، إن مصر تعد إحدى الدول الأعلى جفافًا على مستوى العالم، وتعاني من شح مائي كبير، وتُقدر
موارد مصر المائية بنحو 60 مليار متر مكعب سنويا من المياه معظمها يأتي من نهر النيل، بالإضافة لكميات محدودة للغاية
من الأمطار التي تقدر بنحو مليار متر مكعب فقط، في مقابل ذلك يصل إجمالي الاحتياجات المائية في مصر لنحو 114 مليار متر
مكعب سنويا من المياه.
كما أوضح أن إعداد استراتيجية للموارد المائية حتى عام 2050 بتكلفة تصل إلى 50 مليار دولار، ويمكن زيادتها إلى 100 مليار
دولار، كما تم وضع خطط مائية حتى عام 2037 تعتمد على أربعة محاور، تتضمن ترشيد استخدام المياه، وتحسين نوعية المياه،
وتوفير مصادر مائية إضافية، وتهيئة المناخ للإدارة المثلى للمياه.
حماية مصالح مصر
هذا وكان وزير الخارجية سامح شكري، قد أكد أن بلاده ستدافع عن حقوق مواطنيها بكل الوسائل المتاحة، مشددا
على أن المفاوضات يجب أن تتم في إطار زمني محدد، عقب انتهاء جلسة مجلس الأمن حول سد النهضة، الخميس.
وقال إن مصر أقرت بحق إثيوبيا في إقامة السد لكنها -أي مصر- تريد حماية مصالحها، مضيفا أن الجانب الإثيوبي يريد مواصلة
التفاوض إلى ما لا نهاية.
تفاوض دون نتيجة تذكر
يذكر أنه منذ العام 2011، تتفاوض الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل هذا السد، الذي
يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه، والمعد ليكون أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة تصل إلى 6500 ميغاوات، دون نتيجة تذكر.
ففي حين ترى أديس أبابا هذا المشروع ضروريا لتحقيق التنمية الاقتصادية، تعتبره مصر تهديداً وجودياً لها، إذ يؤمن النيل للبلاد
نحو 97% من مياه الري والشرب، كذلك ترى فيه الخرطوم تهديدا لها.
وفي مارس 2015، وقّع قادة الدول الثلاث في الخرطوم اتفاق إعلان مبادئ بهدف تجاوز الخلافات، إلا أن العراقيل ما زالت تظهر
منذ ذلك الحين.