معهد ماكينزي : الذكاء الاصطناعي يضيف 4.4 تريليون دولار للاقتصاد العالمي
توقّع تقرير صادر عن «معهد ماكينزي» العالمي أن يضيف الذكاء الاصطناعي التوليدي ما يصل إلى 4.4 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي سنوياً.
وأشار التقرير، المكون من 68 صفحة، والذي نُشر اليوم الأربعاء، إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتضمن روبوتات المحادثة، مثل «تشات جي بي تي»، يمكن أن يعزز الإنتاجية من خلال توفير 60 إلى 70 في المائة من وقت العمال، من خلال «أتمتة» عملهم؛ أي القيام بها آلياً.
وقال التقرير إنه ما بين عامي 2030 و2060 ستتم «أتمتة» جميع الأعمال على مستوى العالم.
وأضاف أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه القدرة على تغيير شكل الأعمال، وزيادة قدرات العاملين الفرديين، عن طريق القيام ببعض أنشطتهم الفردية».
ويُعدّ تقرير ماكينزي واحداً من التقارير القليلة حتى الآن، التي تحدد التأثير طويل المدى للذكاء الاصطناعي التوليدي على الاقتصاد.
يأتي ذلك بعد انتشار التقارير المثيرة للقلق بشأن التأثير السلبي المحتمل لأدوات الذكاء الاصطناعي، التي يمكن لبعضها إنشاء صور ومقاطع فيديو وإجراء محادثة وكتابة نصوص، على الوظائف والاقتصاد العالمي.
وتوقّع بعض الخبراء أن هذه التكنولوجيا ستؤدي إلى تشريد الأشخاص من عملهم، في الوقت الذي أكد فيه آخرون أنها يمكن أن تزيد من إنتاجية الفرد.
فعلى سبيل المثال، أصدر مصرف «غولدمان ساكس» تقريراً، الأسبوع الماضي، يحذّر فيه من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تشتيت العمال، وأن بعض الشركات ستستفيد من التكنولوجيا أكثر من غيرها، في حين أن بعض الباحثين في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» نشروا دراسة، في أبريل (نيسان)، تُظهر أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يعزز إنتاجية مشغِّلي مراكز الاتصال عديمي الخبرة بنسبة 35 في المائة.
ومن جهته، قال ديفيد أوتور، أستاذ الاقتصاد بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، إن أي استنتاجات حول تأثيرات التكنولوجيا قد تكون سابقة لأوانها، مشيراً إلى أنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي «لن يكون معجزة، كما يدَّعي بعض الناس».
وكان صُناع تكنولوجيا ومختصون في الذكاء الاصطناعي، قد وقَّعوا، في مارس (آذار) الماضي، عريضة تطالب بـ«وقف أبحاث تطوير الذكاء الاصطناعي 6 أشهر لإتاحة الفرصة نحو مزيد من الحوكمة لهذا النشاط؛ لضمان عدم تضرر البشر منه».
وأثارت تلك العريضة، التي أعدَّها معهد «فيوتشر أوف لايف» غير الربحي، واقترب عدد الموقِّعين عليها من 3 آلاف عالم ورائد أعمال، مخاوف من أن «السباق الذي تخوضه مختبرات الذكاء الاصطناعي لتطوير ونشر عقول رقمية أكثر قوة، قد يخرج عن سيطرتها، بحيث لا يمكن لأحد، ولا حتى لمنشئيها، فهمها أو التحكم فيها بشكل موثوق».