كتبت: منال خليل
استفزني بعض من الاسكتشات الصغيره ضمن ما يقرب من ثلاثه وسبعين عمل بمجموعته الفنيه الجديده، فذهبت لمشاهده المعرض عالطبيعه بعد أنتهاءه بيوم وقد خلا من الزوار و لربما المجاملات والاصدقاء ..بحقيبه لا تخلو من لوازع النقد ..
أستقبلتني ألوان سخيه تنطلق من الهدوء الراقي لتنتقل على استحياء لجرأة الأحمر والأسود … وكأني ذهبت لأفك شفرات خطوط فنجان قهوة وقد اطلق عنان الطفل فيه دون ان يشعر ليعبث بالفرشاه في منمنمات صغيره وبعض من زهور ..
تأخذني اللوحة للعمق أتخيل فيها أشياء وقد استخدم فيها تقنيه جديده عليه، شعرت للحظه بأنها مونوبرينت فكل عمل مختلف لكن يربطهم عنصر مشترك..
أحاول أن أتفاهم مع محتوى العمل ثم أبتعد لارى بوضوح ..وأعود لأقترب فاكتشفها بشكل آخر وجديد.. فالمسطح الفني يتداعى مابين الملمس الناعم و الطبيعي وأحيانا بعض من الخشونة و الدفء بالألوان يجعل أناملي تتحسس اللوحه ومابين جزئيه و جزئيه اخري بنفس العمل يأخذك التباين والتناغم ووريقات الشجر الرقيقه رقه الربيع .. هل هي مطبوعه ام حقيقيه وكأنها طارت من غصن ما وانتقت بعض الأعمال لتتساقط عليها لتضيف نعومة ولطف … لم تكن طبيعه صامته فالأعمال تضم أحجيه وحكايا ..
– مرورا بما قدمه بآفاق وسط البلد ، اسبريسو ، ترانزيت وغيرهم .. ومجموعه التريو بفلورنس تكرار الثلاثيات، وصولا إلى 051 والذي بسط فيه كل ما تراءى له من أيحاءات و أرقام قد تكون غامضه للبعض ولكن لها مدلول طاقي خاص بالفنان والذي ترجمه على المسطح الفني دون تقيد بأي عوامل خارجيه سوى شعور داخلي ، انساب مع الألوان بشكل مغاير لما قدمه من قبل وما اشتهر وتميز به بفن البورتريه و السيتي سكيب ..
– حضرت آخر لحظات المعرض ومالفت نظري طلب مجموعه من المقتنين لكتابه اهداء شخصي بخلفيه اللوحه وانطلاق أصوات سعيده بتوقيع خضر ..
مما أكد على أنه عاشق لما يفعل ولما يصوره حتى وصل لوجدان متابعيه ..
بمعرضه “051 ” قدم الطبيعه بشكلها الفطرى البريئه من الادعاءات … ولم يخشى أن يكسر بعض من قواعد وقوانين أساسيات الفن في التكوين ولربما بعض الظلال والضوء .. ليلتزم أكثر بقانون بدائية الشعور بالطبيعه ويطلق بعض من روحه على المسطح الفني .. ليحقق المعادله الصعبه بالتجريد ليصل للجمال …
– لربما يأخذ عليه البعض أنه لا يلتزم بالخط الواحد وأعماله تقفز هنا وهناك مابين مدارس الفن المعاصر و الكلاسيكي أحياناً .. ولكنه يفرغ محتوى مخزونه الفني بشكل مختلف ومغاير ويطل علينا بالجديد من معرض لآخر ..فهو لا يلعب في منطقه الثبات والتكرار ..ولكنه يتسق مع انفعالاته وانفراده باللوحه ويرفع الحرج بين القواعد وبين موهبته ليترك ألوانه وفرشاته وابداعه ليهبطوا من علياء الخبره الي عمق الجمال وإن كان صامتا ..فيتحدث ليترك للمتلقي ان يفك شفرات الأحجيه كل وفقا لما يشعر به ..
لربما وددت أن أتحدث عن كل عمل فني على حده لأنه يستحق … المعرض ومجموعه الأعمال الخماسيه المطروحه تستحق التروي بالمشاهدة لتبين العلاقات الإنسانيه فيها وغموض إستدارة الأنثى ببعض الأعمال وعلاقتها بالذكر والمشاعر ، فهي ليست بطبيعة صامته بكل الأحوال .. بل تنطق بالكثير .
مجموعه 051 ومعرض ونقله جديده رائعة للفنان محمد خضر .
