أثارت أحداث مسلسل لعبة نيوتن، بطولة منى زكي، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإعادة الحديث
عن الطلاق الشفوي، وخاصة بعد قيام حازم زوج “هنا” التي تجسد دورها الفنانة منى زكي، بتطليقها طلاقا
شفويا عبر رسالة “واتس آب” خلال تواجدها خارج البلاد
وفتح زواجها من رجل آخر”مؤنس”، الجدل عندما علم حازم زوجها غضب واعترض بحجة أنه ردها دون علمها
ومتمسك أنها مازالت زوجته، ما أشعل الحديث والتساؤلات عن أحكام الطلاق في القانون ، وهل يجوز للمرأة
الزواج من آخر بعد وقوع الطلاق الشفوي شرعا؟
المستشار وليد عبد المقصود، رئيس مبادرة إنقاذ الأسرة المصرية، ومتخصص قضايا الأسرة، قال في تصريحات
لوسائل الاعلام إن مسلسل لعبة نيوتن ألقى الضوء على موضوع أثاره الرئيس عبد الفتاح السيسي، من قبل
في أحد خطاباته عندما تحدث عن أزمة الطلاق الشفوي، وكان الدكتور سعد الدين هلالي وأكثر من عالم متجدد
، طالب بضرورة ألا يقع الطلاق إلا موثقا مثلما نشترط ألا يكون الطلاق موثوقا، موضحا: “لأن هناك من يتلاعب
بالألفاظ ويلقي يمين الطلاق ويعلق الزوجة، ولا تكون مطلقة أو متزوجة”.
وتابع “عبد المقصود”: “والسؤال هنا، هل الزوجة تستطيع إذا ألقى زوجها عليها يمين الطلاق تتزوج بأخر أولا؟”
، مؤكدا أن الطلاق الشفوي شرعا يقع وقانونا لا يقع.
وأوضح: “فحتى يقع هذا الطلاق الشفوي يجب إقامة دعوى إثبات طلاق، تثبت فيها الزوجة بكافة أشكال الإثبات
أنها تم طلاقها، ولكن إذا لم يتم الإثبات تبقى على ذمة زوجها حتى إذا ألقى اليمين، مضيفا: “شرعا أمام الله
تم طلاقها ولكن اثبتي”.
واستطرد رئيس مبادرة “إنقاذ الأسرة”: “وفي حالة أنه أرسل إليها رسالة واتس آب، تكون هذه من وسائل
الإثبات تفرغها في محضر لتكون أحد وسائل الإثبات ولكن لم ينص حتى الآن القانون صراحة أن رسائل الواتس
اب والرسائل الحديثة، دليل قاطع للطلاق ولكن يقتضي الأمر وجود شهود، وعادة لا يكون هناك شهود”.
وأضاف: “ولكن أمام القاضي في حالة وجود رسالة ولم ينكرها الزوج، تستطيع بعد العدة أن تتزوج لدعوى
إثبات الطلاق”.
وأكد المستشار وليد عبد المقصود: “نحاول ألا نخالف النصوص القرآنية أبدا، والقرآن يقول الطلاق مرتان، مضيفا:”
ولكن في السابق قديما كان الرجال لديهم احترام للكلمة، عندما يحدث طلاق شفوي لا ينكر ولكن حاليا، العكس
يلقي يمين الطلاق وينكر، والقصد تعذيب زوجته وعدم منحها حقوقها”.
ولفت عبد المقصود إلى أنها مشكلة صعبة في العلاقات الأسرية في عصرنا، ينكرها أغلب الأزواج فتصبح المرأة
مطلقة شرعا ومتزوجة قانونا، مضيفا: “وما الحل؟”، قائلا: “من وجهة نظري، لابد من وجود فتوى جريئة تواكب العصر،
والتجديد حل شرعي، فهل نقف مكتوف الأيدي أمام أشخاص ليس لديهم ضمير تلقي يمين الطلاق الذي له
قدسية، ثم تنكر هذا أمام المحكمة ولا يتم الطلاق وهناك حالات كثيرة ألقت يمين الطلاق أكثر من مرة
ومستمرة في الزواج”.
وتابع: “الشريعة الإسلامية جاءت لتواكب كل زمان ومكان، وهذا الزمان يعاني من اختلال أخلاقي وعدم أمانة،
لذلك هناك أمرين لحل هذه الأزمة”.
وأضاف: “الأول لا يعتمد الطلاق الشفوي ولا يعتد به إلا أن يكون موثقا بعقد، مثل مقترح الرئيس السيسي
من قبل”.
وكشف المستشار وليد عبد المقصود: “وهناك وجهة نظر مكملة، وموضوع اقترحه للنقاش، فأري أن يتم توجيه
اليمين ويعرض أمام القاضي، وإذا أقسمت الزوجة على وقوع الطلاق عليها يحكم القاضي بثبات الطلاق، وفي
حال ما إن كانت الزوجة قد حلفت زورا فإنها تكون آثمة أمام الله باليمن الكاذب، وشهادة الزور وإنهاء العلاقة ا
لزوجية باطلا شرعا ويصبح زواجها بعد ذلك زنا”.
