لماذا ترميم مهارات اللغة؟
عند سماع عبارة “المهارات اللغوية” يتبادر فورا إلى الأذهان أن المقصود بالطبع هو مهارات اللغات الأجنبية. ولكن هل أنت متأكد أن مهاراتك اللغوية في لغتك الأم سليمة؟ العديد من الناس لا يدركون العلاقة بين تعلم لغة أجنبية واللغة الأم. بل إن العديد من الناس الذين تعلموا لغة أجنبية منذ الصغر يتباهون بنطق الكلمة الأجنبية وأنهم لا يعرفون ما هي بلغتهم العربية! على الجانب الآخر، هناك من يترجمون كل كلمة أجنبية فورا للعربية فيخسرون اكتساب اللغة الأجنبية بشكل طبيعي، ويؤخرون تطورهم فيها.
التعلم الذاتي
كمدربة لغة أجنبية، وكمتعلمة قبل ذلك، أدركت أن العلاقة بين اللغة الأم واللغة الأجنبية هي علاقة طردية، كلما زاد إتقانك للغتك، كلما تطورت لغتك الأجنبية. لقد تعلمت ذاتيا، وبدون أي مساعدة من معلم، لغتين من لغات الهند، تحدثا وكتابة، في عمر السادسة عشرة. فقط بمشاهدة الأفلام وسماع الأغاني الهندية، في وقت لم يكن هناك إنترنت، وكان اكتشاف كلمات الأغاني شاقا في ذلك الحين، على عكس الوقت الحالي الذي تتوفر فيه كل المساعدات على ذلك، فقط بضغطة زر!
مهارات اللغة والتواصل
تطلق كلمة لغة على أي وسيلة للتواصل، فالفنون مثلا، لها لغة، والحركة لغة، و للحاسوب أو الهاتف الذكي الذي تقرأ منه الآن، لغات يتواصل بها المبرمجون مع الآلة. لكل لغة رموزها وأشكالها وأبجدياتها وأصواتها. والقاسم المشترك لكل تلك اللغات، على اختلاف أنواعها، أن جميعها تتم بوجود مرسل يقوم بالإرسال، ومستقبل يقوم بالاستقبال. في حديثنا هنا عن اللغة المنطوقة، فهناك نوعان من الاستقبال، عن طريق الاستماع وعن طريق القراءة، وتسمى بمهارات الاستقبال. أما الإرسال، فيكون عن طريق التحدث بالصوت والكتابة بالحروف، وتسمى بمهارات الإرسال.
اللغة والمعنى
لاشك أن اللغة متجددة ومتطورة بشكل مستمر. وكما يقولون، اللغة هي بنت الاستخدام. بتطور اللغة، تتغير المفردات التي تعبر عن المعنى المقصود، فترى مفردات جديدة ظهرت وأخرى لم تعد مستخدمة. يسهم ذلك التغير في تشكيل ما يسمى بالوعي اللغوي الجمعي، وهو ما يتم تشكيله عبر سنوات وعقود، بل وقرون أيضًا. هذا الوعي يشمل جميع الناطقين باللغة على تعدد أعراقهم وثقافاتهم. إلا أننا قد نلحظ أن استخدام المفردات يظهر فيه الفروق الفردية بين الناطقين بنفس اللغة في نفس المدينة ونفس الحي بل وفي داخل نفس الأسرة مع اختلاط أفرادها بمجتمعات محلية مختلفة. فقد نجد نفس المفردة يتم استخدامها بمعاني مختلفة، وقد نجد مرادفات بمعاني مشابهة. على سبيل المثال لا الحصر، بعض الناس يروق لهم لفظة “سعيد” والبعض يفضلون ” فرحان” والبعض “مسرور” ، وهكذا. قد تبدو تلك المفردات، متشابهة كمفردات لنفس المعنى، ولكن الحقيقة أن كل مفردة تختارها لها معنى خاص بك أنت تحديدا، واستخدامك لها له أثر في حياتك وتواصلك مع الآخرين.
تحدياتك لها مدلول لغوي داخل نظامك اكتشف العلاقة بين لغتك وبين وجهات نظرك التي تدير بها حياتك 🌹
للمزيد تابع حلقات بودكاست ترميم مهارات اللغة