“مواسم الأولياء” تخدم التعايش والاقتصادات المحلية في مناطق بالمملكة

5

تشهد عدة مناطق بالجنوب المغربي خلال هذا الشهر احتضان مجموعة من المواسم الدينية أو “إلموكارن” باللغة الأمازيغية، التي تستقطب آلاف الزوار من داخل المغرب وخارجه، على غرار موسم “سيدي أحمد أوموسى” بمنطقة تازروالت، والموسم السنوي لـ”القطب الرباني والولي الصالح” الشيخ ماء العينين بتيزنيت، وموسم الولي “سيدي بوالصدقة” بمنطقة العربان السيحل، وغيرها من مواسم الأولياء الذين يحظون بمكانة مهمة في المخيال الشعبي المحلي، كما تحظى أضرحتهم بقدسية ظاهرة تنطوي في كثير من الأحيان على “خرافات” تحتاج إلى التصحيح.

«حماس»: تصريحات نتنياهو محاولة مفضوحة لتبرئة جيشه من جرائم الإبادة والتجويع الموثقة دوليا

وتتحول المناطق التي تحتضن هذه المواسم الدينية، أو “حج الفقراء” كما يسميها الكثيرون، إلى فضاءات للتأمل والتواصل الروحي، تمتزج فيها الطقوس الصوفية بالفولكلور المحلي. وتلعب هذه المواسم أدوارًا مهمة في الحفاظ على نمط التدين الشعبي للسكان المحليين وتناقل القيم الروحية وأشكال التدين المعتدل بين الأجيال، كما تشكل فرصة لإنعاش الاقتصاد المحلي عبر الأنشطة التجارية والحرفية المصاحبة، مما يجعلها منظومة اجتماعية وثقافية واقتصادية متكاملة، وسدًا منيعًا في وجه خطابات التطرف والتعصب، بما يدعم الأمن الروحي للمجتمعات المحلية.

 

في هذا الصدد قال صالح المنقوش السملالي، فقيه المدرسة العلمية العتيقة “إلماتن” بمنطقة أنزي بإقليم تيزنيت، إن “هذه المواسم ليست كلها في درجة واحدة، لأن هناك مواسم أصبح يطغى عليها الطابع التجاري بعدما كانت في أصلها دينية خالصة”، مضيفًا أن “المواسم الدينية تساهم في الحفاظ على التراث الديني المحلي من خلال الحفاظ على قراءة وحفظ القرآن الكريم، والأمداح النبوية، ونشر ثقافة إطعام الطعام”.