نبض الحياة .. بقلم :قوت الشمري

0

كيف لوطنٍ أن يُصبح ظلًّا يسير معك حيثما مضيت؟
‏أن يكون لك سماءً حين يضيق الأفق ويدًا تُطبطبُ على كتفك حين تثقلك الأيام !
‏أن يكون لك ملجأً لا تخشى فيه الضياع ونورًا يُضيء قلبك قبل دربك !
‏هذا ⁧‫#وطني‬⁩، لا يُشبهُ أحدًا وطنٌ يعطي حتى يتشبع الخير ويروي حتى تثمر الأرض بعد ظمئها أملاً ،،
‏في ⁧‫#عام‬⁩ 2016 كنتُ أرقب وجه ابني المُتعب في المستشفى !
‏أتلمّس أنفاسه الواهنة !
‏وكأنني أخشى أن تُفلت من بين يدي !
‏كان الألم أكبر من أن يُحكى وكانت الوحدةُ تنهش روحي بصمتٍ ثقيل !
‏في تلك ⁧‫#الليلة‬⁩ وبينما كانت # الأجهزة تُصدر أزيزها الرتيب تسللت عيناي إلى شاشة الهاتف فوقع بصري على ⁧‫#مشهدٍ‬⁩ لم أنسه يومًا !
‏أطفالٌ نحيلون بملابس لا تقيهم برد الشتاء !
‏عيونهم تروي الجوع قبل أن تنطقه شفاههم
‏أيادٍ صغيرة ممدودةٌ لا تطلب شيئًا سوى حياةٍ أقلّ قسوة !
‏في ⁧‫#تلك‬⁩ اللحظة شعرت أن الألم واحد !
‏لكن الفارق بيننا أنني كنتُ في ⁧‫#وطنٍ‬⁩ لا يترك أبناءه وحدهم في مواجهة العتمة !
‏⁧‫#وطنٌ‬⁩ يسبق الجائع إلى رغيفه والضعيف إلى مأمنه
‏رأيتُ يدًا ⁧‫#سعودية‬⁩ تمتد إليهم محمّلةً بالماء والخبز !
‏رأيتُ اسمًا كُتب على الصناديق المكدسة
‏⁧‫#مركز_الملك_سلمان_للإغاثة‬⁩
‏شعرت وكأن تلك اليد تمتد إليّ أيضًا، وكأنها تربت على روحي المنهكة تهمس لي: لستِ وحدكِ الخير باقٍ والرحمة لا تغيب عن أرضٍ أنجبت رجالًا يحملونها حيثما مضوا !
‏منذ تلك اللحظة أصبحت أتابع تلك اليد المباركة التي لا تعرف لونًا أو حدودًا اليد التي لا تَسأل من أنت ولا تنتظر جزاءً يدُ وطني حين يُفيض رحمةً وسلامًا ،،
‏⁧‫#مركز_الملك_سلمان_للإغاثة‬⁩ ليس صندوقًا يُحمل من باب إلى باب بل قصةٌ من النور تمشي من ارض إلى أرض تطرق أبواب المنكوبين كما لو كانت قدرًا جميلًا !
‏ترفع عناوين الأمل حيث انكسرت الأرواح تغسلُ الحزن حيث استوطن وتنبت الفرح في أرضٍ ظنّ أهلها أنه لن ينبت فيها شيءٌ بعد اليوم
‏⁧‫#السعودية_العظمى‬⁩ أنا لا أُغنيكِ يا بلادي، بل أُغنّي بكِ !
‏لا أمدحكِ بل أروي عنكِ !
‏عن أرضٍ تعطي بلا مِنّة وسماءٍ تمطر كرمًا قبل أن تمطر ماء ،
عن ⁧‫#وطنٍ‬⁩ لا يُشبه إلا نفسه لا يُشبه إلا الخير حين يُصبح حياةً
وحين يصير ظلًّا يُضلّل كلَّ من أضنته الأيام !

‏⁦‪