نتنياهو يواجه “اتهامات ديمقراطية” بمحاولة التدخل بالانتخابات الأمريكية

0

كشف تقرير لـ موقع “هيل” الأمريكي، عن شكوك الحزب الديمقراطي الأمريكي بمحاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التدخل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة قبل أسابيع من الانتخابات الأمريكية، من خلال تجاهل دعوات الرئيس جو بايدن، للتفاوض مع حركة و، وعدم توسيع الحرب لتشمل إيران.

وأصبحت علاقة نتنياهو حتى مع الديمقراطيين الأكثر تأييداً لإسرائيل تصادمية، فقد تصدر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر “الديمقراطي” الأخبار في مارس / آذار، عندما وصف أنه “عقبة رئيسة” أمام السلام، وحث إسرائيل على إجراء انتخابات جديدة.

وفي ذلك الوقت تقريباً، وصف بايدن الهجوم الإسرائيلي على غزة أنه “مبالغ فيه”.

ومن جهته، قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لشبكة “سي إن إن” في مقابلة الثلاثاء: «أنا قلق بالتأكيد من أن رئيس الوزراء نتنياهو يراقب الانتخابات الأميركية وهو يتخذ قرارات بشأن حملاته العسكرية في الشمال وفي غزة”.

وأضاف مورفي، في إشارة إلى الانقسامات بين الديمقراطيين بشأن الحرب: “آمل ألا يكون هذا صحيحاً، لكن من المؤكد أن الحكومة الإسرائيلية لن توقع أي اتفاق دبلوماسي قبل الانتخابات الأمريكية كوسيلة محتملة لمحاولة التأثير على النتيجة”.

كما فتح التهديد المتزايد بصراع أوسع نطاقا الباب أمام الرئيس السابق دونالد ترامب للزعم أن العالم “يخرج عن السيطرة” خلال حكم بايدن، وفقا للموقع.

كما أيّد أحد كبار مساعدي الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ادعاء مورفي، مشيراً إلى أن نتنياهو كان معروفاً منذ فترة طويلة أنه “متدخل” في السياسة الأمريكية.

وقال: “لا أعتقد للحظة أن نتنياهو لا يفعل ذلك لمجرد التأثير على الانتخابات المحلية، أرى أنه يعتقد أنه يستطيع جعل التصويت اليهودي يتأرجح، لكنه قد يجعل التصويت العربي الأمريكي يتأرجح”.

وأشار المصدر الديمقراطي في مجلس الشيوخ، إلى خطاب نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس في يوليو /تموز، حيث تعهد “بالنصر الكامل”، وندد بالمحتجين الأمريكيين المناهضين للحرب، وكثير منهم من التقدميين، باعتبارهم “أغبياء مفيدين” يساعدون أعداء إسرائيل.

وقال المساعد:”إنه يفهم السياسة الأمريكية، إنهم منخرطون بنسبة 100% في السياسة الأمريكية”، مضيفاً أن هذا الرأي منتشر على نطاق واسع بين الديمقراطيين في الكونغرس.

وأضاف: “انظر إلى كل ما حدث”، مشيراً إلى دخول القوات الإسرائيلية إلى جنوب لبنان في الأيام الأخيرة، “تدخل بنسبة مائة في المائة في السياسة الداخلية، لقد فعل ذلك طوال حياته العملية”.

وقال ألون بينكاس، المستشار السابق لرئيسي الوزراء الإسرائيليين السابقين إيهود باراك وشيمعون بيريس والقنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك، إن “نتنياهو يتدخل في السياسة الأمريكية منذ تسعينيات القرن العشرين ولديه سجل حافل بالتدخل، لقد كان يفعل ذلك منذ انتخابات عام 1996، عندما انتُخب رئيساً لوزراء إسرائيل، حيث تدخل ضد الرئيس بيل كلينتون آنذاك.

وتابع: “لقد تدخل عدة مرات خلال إدارة كلينتون عندما تحالف مع رئيس مجلس النواب الجمهوري آنذاك نيوت غينغريتش”.

وقال بينكاس: إن “نتنياهو دعم جمع التبرعات في إسرائيل للمرشح الرئاسي الجمهوري آنذاك “ميت رومني”، في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، رغم أنه لم يحضر الفعاليات بالفعل”.

وأضاف: إن “نتنياهو حافظ على مستوى منخفض من التدخل في انتخابات عام 2016، وسط توقعات واسعة النطاق أن هيلاري كلينتون ستهزم ترامب، ولكن في عام 2020، كان كل شيء لصالح ترامب”.

كما أشار إلى أن نتنياهو، كان صريحاً في معارضته للاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس باراك أوباما مع إيران، ووصفه أنه “اتفاق سيئ للغاية”، خلال خطاب ألقاه عام 2015 في جلسة مشتركة للكونغرس.

وقال ديفيد روثكوبف، المسؤول السابق في إدارة كلينتون والرئيس التنفيذي السابق ورئيس تحرير مجلة “فورين بوليسي: “أرى التحركات العسكرية الأخيرة لنتنياهو في سياق تأثيرها المحتمل على الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024”.

وأضاف: “أعتقد أن هذا مصدر قلق معقول بناءً على المحادثات التي أجريتها مع الإسرائيليين، فهم يدركون أن نتنياهو من أنصار ترامب، ويشعر أنه سيكون من مصلحته على المدى الطويل أن يكون ترامب في الرئاسة، لذلك قد يؤثر ذلك بطريقة ما على القرارات التي يتخذها على مدار الأسابيع الخمسة المقبلة”.

وعندما سُئل عن كيفية تأثير نتنياهو المحتمل على الانتخابات، أشار إلى عجز إدارة بايدن عن التوسط في اتفاق سلام على الرغم من أشهر من الجهود المتضافرة، والتي أصبحت نقطة حساسة مع أعضاء القاعدة التقدمية للحزب الديمقراطي.

وذكر: “النظرية هي أن الاضطرابات في الشرق الأوسط، قد لا تنعكس بشكل جيد على الإدارة، ولكن، إذا عاد الناس إلى الوراء، فسوف يجدون أيضاً أن هناك مشاكل ساهم فيها ترامب، سيؤثر ذلك على الناخبين المختلفين بشكل مختلف، لكن هذه هي النظرية الأساسية”.

وضغط بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن على نتنياهو لمدة عام تقريباً للتفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار، ويقول المسؤولون الأميركيون إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي وافق إلى حد كبير على اتفاق خاص قبل أن يتراجع لاحقاً”.

وبدلاً من خفض التوتر في المنطقة كما طلب بايدن، صعّد نظام نتنياهو الموقف بقتل أحد كبار قادة “حزب الله” في بيروت في يوليو / تموز، واغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لـ”حماس”، في طهران.

ثم في الشهر الماضي، صعدت إسرائيل هجومها ضد “حزب الله”، بتفجير عبوات ناسفة داخل أجهزة اتصال لاسلكية يسيطر عليها أعضاء “حزب الله”، ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين.

وتبع ذلك غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي، قتلت زعيم “حزب الله” حسن نصر الله في بيروت، إلى جانب أعضاء من دائرته الداخلية، ثم صعدت إسرائيل هجومها مرة أخرى بشن هجوم بري على جنوب لبنان الثلاثاء، وتبعت ذلك بغارة جوية على مركز طبي في وسط بيروت يوم الخميس، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى اتهام إسرائيل باستهداف البنية التحتية المدنية.

ورد بايدن بحذر على الضربة التي شُنت الأسبوع الماضي على نصر الله، واصفاً وفاته أنها “إجراء من العدالة لضحاياه العديدين”، بما في ذلك مئات الأمريكيين الذين قُتلوا على يد “حزب الله” على مدى أربعة عقود.

لكنه عاد وأكد أن هدفنا في نهاية المطاف هو “تهدئة الصراعات الجارية في كل من غزة ولبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية”، مشيراً إلى أن إدارته تسعى إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان”.

وعندما سُئل بايدن السبت عما إذا كان الغزو البري الإسرائيلي للبنان أمراً لا مفر منه، قال للصحافيين: “لقد حان الوقت لوقف إطلاق النار”.