نص كلمة الرئيس جو بايدن في يوم الأرض 2021

43

تجمع الملايين من الأمريكيين بتاريخ 22 نيسان/أبريل 1970 لحماية حقنا جميعا في العيش بعيدا عن الأخطار البيئية والأذى. اجتمعوا في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في يوم الأرض الأول ذاك، وتواجدوا في حرم الجامعات والحدائق العامة وعواصم الولايات، مدفوعين برؤية لأمة أكثر صحة وازدهارا تتيح التقدم للجميع. وأطلقت روحهم النابضة التي لا تعرف الكلل حركة وطنية لحماية البيئة ما زالت قائمة اليوم ضمن القوانين الأساسية التي تحمي الهواء الذي نتنفسه والمياه التي نشربها والأماكن البرية والحياة البرية فائقة القيمة.

السيناتور غايلورد نيلسون من ولاية ويسكونسن هو عراب يوم الأرض ومهندسه، وقد كان السيناتور وزوجته كاري لي – التي توفيت الشهر الماضي – صديقين عزيزين لي وقد غيرا حياتي. ساهم السيناتور نيلسون في إقناعي بالبقاء في مجلس الشيوخ بعد أن فقدت زوجتي الأولى وابنتي في حادث سيارة في العام 1972. غير السيناتور نيلسون العالم أيضا من خلال بناء إرث حماية البيئة في يوم الأرض وكل التقدم التي أعقب ذلك، ولم يكن السبب شعبية الموضوع، بل كونه الشيء المناسب الذي يجب القيام به من أجل أطفالنا وأحفادنا.

يستمر هذا الإرث بعد أكثر من نصف قرن في قلوب مجموعة من الشباب الشجعان في مختلف أنحاء العالم والذين ينتفضون للمطالبة باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ. إنهم يدركون الفرصة الاقتصادية الهائلة لبناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا والعواقب الاقتصادية والاجتماعية والوطنية الوخيمة لو فشلنا في التحرك. يذكرنا شبابنا بأنه من الممكن أن نحقق عالما أفضل. أتوجه اليوم إلى الشباب الذين يناضلون من أجل مستقبل أكثر إشراقا وأقول: نحن نسمعكم ونراكم ولن نخذلكم.

قلب تغير المناخ حياة الملايين من الأمريكيين رأسا على عقب في السنوات الأخيرة، وتسبب الطقس البارد القياسي في تعطيل شبكة الكهرباء في تكساس هذا الشتاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 111 شخصا وتعطيل حياة وسبل عيش ملايين آخرين. واجتاحت حرائق الغابات أكثر من 5 ملايين فدان عبر الغرب الأمريكي، واحترقت منطقة بحجم ولاية نيوجيرسي بالكامل تقريبا. وضربت أعاصير متتالية وعواصف استوائية قوية الخليج والساحل الشرقي في العام الماضي، وكان ذلك أسوأ موسم أعاصير في المحيط الأطلسي في التاريخ المسجل. ودمرت فيضانات قياسية وعواصف رياح سريعة وموجات جفاف شديدة العائلات والمجتمعات في مختلف أنحاء الغرب الأوسط، وفقد الناس منازلهم وذكريات لا يمكن تعويضها عن أحبائهم وأعمال صغيرة بنوها على مر سنوات من العمل الدؤوب والتضحية وأراض زراعية كان يفترض أن تنتقل إلى الجيل القادم…

وفي الوقت عينه، لا تزال مجتمعات السود واللاتين والسكان الأصليين والمجتمعات الملونة الأخرى تتأثر بشدة بتأثيرات تغير المناخ. إنهم يتحملون العبء الأكبر من التلوث ويواجهون معدلات أعلى من أمراض القلب والرئة ويقل احتمال حصولهم على مياه شرب آمنة في منازلهم ويعانون من زيادة خطر الوفاة من فيروس كوفيد-19. وكثيرا ما حرمت هذه المجتمعات ضمن قرارات الحكومة التي تؤثر مباشرة على مصالحها. نحن ملتزمون بتصحيح هذه الأخطاء التاريخية وبناء مستقبل يتمتع فيه الجميع بهواء نظيف للتنفس ومياه نظيفة للشرب ومجتمعات صحية يمكنهم العيش والعمل والتعلم فيها وصوت ذي معنى في مستقبلهم.

هذا ما يدفع حكومتي إلى عمل على تطوير أجندة المناخ الأكثر طموحا في تاريخ أمتنا. ستخلق خطتنا للطاقة النظيفة الملايين من الوظائف النقابية ذات الأجور الجيدة وتضمن قدرتنا التنافسية الاقتصادية وتحسن صحة المجتمعات وأمنها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وستتمكن الولايات المتحدة من خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول العام 2030 من خلال القيام بهذه الاستثمارات وتشغيل ملايين الأمريكيين.

لن يكون نجاحنا في مواجهة أزمة المناخ نجاحنا وحدنا، بل سيتشكل ويتعزز ويتحقق الفوز به من خلال تعهد موحد من قادة العالم لتوجيه الكوكب على طريق مستقبل الطاقة النظيفة. لقد جمعنا دولا من مختلف أنحاء العالم لمواجهة ما يحصل ورفع طموحاتنا المناخية اليوم، فيما نحتفل بالذكرى الخامسة لتصديق الولايات المتحدة على اتفاق باريس.

احتشد جيل منذ أكثر من 50 عاما لمواجهة الأزمات البيئية التي اعترضتهم، وقد اتخذوا إجراءات على أمل أن يستمع متبوؤو السلطة إليهم. ويدق جيل جديد اليوم ناقوس الخطر بصوت أعلى من أي وقت مضى ويطالب قادة العالم بالتحرك. إنه لمن مصلحتنا جميعا أن نرتقي إلى مستوى هذا التحدي وننقل إرث العمل لمن سيأتون بعدنا.

وبالتالي، أعلن أنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف ر. بايدن الابن وبموجب السلطة المخولة لي بموجب دستور وقوانين الولايات المتحدة يوم 22 نيسان/أبريل 2021 يوم الأرض، وأشجع كافة الأمريكيين على المشاركة في البرامج والأنشطة التي من شأنها تعزيز فهم حماية البيئة ومدى إلحاح موضوع تغير المناخ والحاجة إلى خلق مستقبل أكثر صحة وأمانا وإنصافا للجميع.

وقد مهرت الإعلان بوقيعي شهادة على ذلك بتاريخ 22 نيسان/أبريل 2021، أي العام 245 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.

جوزيف ر. بايدن الابن