نقص العمالة يكبح نمو الوظائف الأمريكية
انخفض عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي، مع تمسك الشركات بالعاملين في ظل نقص متزايد للعمالة، أسهم في كبح نمو الوظائف الأمريكية في نيسان (أبريل).
وقالت وزارة العمل الأمريكية أمس، إن إجمالي طلبات إعانة البطالة الحكومية المقدمة للمرة الأولى بلغ مستوى معدلا في ضوء العوامل الموسمية عند 473 ألف طلب للأسبوع المنتهي في الثامن من أيار (مايو)، مقارنة بـ507 آلاف في الأسبوع السابق.
ووفقا لـ”رويترز”، كان اقتصاديون قد توقعوا في استطلاع للرأي 490 ألف طلب في أحدث أسبوع. ومع أن عدد الوظائف الشاغرة يبلغ مستوى قياسيا عند 8.1 مليون وأن نحو عشرة ملايين شخص عاطلون رسميا عن العمل، تجد الشركات صعوبة إيجاد عمالة.
وبلغ معدل تسريح الموظفين أدنى مستوياته على الإطلاق، ويرجع السبب في بحث الشركات عن العمالة إلى إعانة البطالة السخية ومخاوف الإصابة بكوفيد – 19 وبقاء الآباء في المنازل لرعاية الأطفال ونقص المواد الخام، إضافة إلى تعاقد العاملين لأسباب مرتبطة بالجائحة وتبديل المهن. وأعلنت الحكومة الأسبوع الماضي، أن الاقتصاد وفر 266 ألف وظيفة في نيسان (أبريل) بعد إضافة 770 ألفا في آذار (مارس).
وقال ريتشارد كلاريدا، نائب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، أمس الأول، إنه سيمر بعض الوقت قبل أن يتعافى الاقتصاد الأمريكي بدرجة كافية، لأن يدرس البنك المركزي سحب الدعم للاقتصاد إلى مستويات ما قبل الجائحة، مضيفا أن المفاجأة المزدوجة المتمثلة في نمو ضعيف للوظائف وقفزة للتضخم في نيسان (أبريل) لم تغير خطط مجلس الاحتياطي.
وأكدت وزارة العمل الأمريكية، أمس الأول، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 4.2 في المائة، في الـ12 شهرا حتى نهاية نيسان (أبريل)، وتلك أكبر زيادة منذ أيلول (سبتمبر) 2008 وقال كلاريدا إنه رقم “مرتفع كثيرا” عما كان يتوقع.
وأضاف الاقتصاد الأمريكي 266 ألف وظيفة فقط في نيسان (أبريل) أو نحو ربع الزيادة التي توقعها مسؤولو مجلس الاحتياطي وخبراء اقتصاديون كثيرون.
لكن كلاريدا، أكد أنه ما زال يتوقع أن الزيادة في الأسعار ستكون مؤقتة، في حين أن تقرير التوظيف الضعيف يجعل وتيرة تعافي الوظائف “أكثر ضبابية”، ويبرهن على “حكمة” مجلس الاحتياطي في الوعد بالمحافظة على سياسة نقدية تيسيرية. وأضاف “لن نتردد في التحرك لدفع التضخم للانخفاض”، لكن هذا درجة واحدة من البيانات مثلما كان تقرير العمالة، نحن نقول منذ وقت إن إعادة فتح الاقتصاد ستضع بعض الضغوط الصعودية على الأسعار”.
ووفقا لـ”الفرنسية”، استحدثت الإدارة الأمريكية 266 ألف فرصة عمل فقط الشهر الماضي، وهو رقم بعيد عن المليون وظيفة التي كانت متوقعة، أما معدل البطالة، فقد ارتفع للمرة الأولى منذ ما يقرب من عام إلى 6.1 في المائة، “+ 0.1 نقطة”، وفق ما أعلنته وزارة العمل أمس الأول.
من جهة أخرى، تزايد عدد الأشخاص الملقحين ضد كوفيد – 19 في الولايات المتحدة وتراجعت الإصابات، إذ يرى عديد من الخبراء أنه سيكون من الممكن قريبا استغناء الجميع عن الكمامات في الأماكن المغلقة.
وهو إجراء من شأنه، على حد قولهم، أن يشجع حتى الأكثر تحفظا على التلقيح، من خلال إظهار منافعه المفيدة.
وتوصي مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وكالة الصحة العامة الرئيسة في الولايات المتحدة، بالفعل بعدم وضع الأشخاص الذين تم تلقيحهم كمامات في الخارج ولا في الداخل عندما يلتقون ضمن مجموعات صغيرة مع أشخاص آخرين ملقحين.
والخميس، قال الرئيس جو بايدن الذي حدد الرابع من تموز (يوليو) موعدا لتلقي 70 في المائة، من البالغين الأمريكيين جرعة واحدة من اللقاح على الأقل، خلال اجتماع مع حكام ولايات إنه سيعلن قريبا تخفيفا جديدا للقيود.
وحتى الآن تلقى نحو 59 في المائة، من البالغين جرعة واحدة على الأقل، وتسجل البلاد نحو 38 ألف حالة جديدة من كوفيد – 19 يوميا – أو 11 حالة لكل 100 ألف شخص، وهو معدل يستمر في الانخفاض.
ويزداد الإجماع بين الخبراء، في ضوء هذه البيانات المشجعة، وسيكون من الممكن قريبا الاستغناء عن الأقنعة في الداخل في معظم الأماكن العامة.
ويقول فيناي براساد عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، “يمكن لمن أتموا عملية التلقيح وضع الكمامة كدليل على التضامن أو بشكل رمزي، لكنه لا يفيد أي شخص آخر”.
ويضيف أنه بالنسبة إليهم “هناك احتمال ضئيل للغاية في كشف الإصابة من خلال الخضوع لفحص، فضلا عن نقلها إلى شخص آخر”.
وأبدت السلطات الصحية في البداية حذرا بشأن قدرة اللقاحات على وقف انتقال العدوى، لأن التجارب السريرية أثبتت فاعليتها فقط في الحالات المصحوبة بأعراض، دون استبعاد إمكانية العدوى دون ظهور أعراض المرض “الحمى وغيرها”.
لكن البيانات التي جمعت عبر العالم أظهرت، كما تنبأ عديد من علماء المناعة، أن اللقاحات فاعلة جدا أيضا في الحالات غير المصحوبة بأعراض كما تقول مونيكا غاندي الأستاذة المتخصصة في الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.
وأظهرت دراسة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية في بريطانيا، انخفاضا 86 في المائة، للحالات التي لا تظهر عليها أعراض بعد جرعتين من لقاح فايزر.
ووفقا لبيانات مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها في نهاية نيسان (أبريل)، أصيب نحو تسعة آلاف شخص من أصل 95 مليونا تم تلقيحهم بالفيروس – أو 0.009 في المائة، وكانت معدلات الاستشفاء والوفيات في صفوفهم 0.0009 و0.0001 في المائة، على التوالي.
وتقول مونيكا غاندي، التي كتبت مقالات عديدة عن أهمية القناع أثناء الجائحة، وكانت واحدة من أوائل من روجوا لوضعه في جميع أنحاء الولايات المتحدة، “الكمامة أداة واللقاحات هي الحل”.
وأضافت “لا تعود الأداة مفيدة بمجرد أن يكون لديك الحل – لذلك عندما نصل إلى مستوى معين من التحصين، لن نكون بحاجة إليها”.
وتشير أنجيلا راسموسن من منظمة اللقاحات والأمراض المعدية في كندا إلى أن سببا وجيها آخر لتخفيف هذه القيود هو تحفيز الأشخاص المترددين في تلقي اللقاح. وهو رهان أصبح حاسما في الولايات المتحدة، حيث تراجع معدل التلقيح اليومي من الذروة التي بلغها في نيسان (أبريل)، حيث بات العرض يتجاوز الطلب الآن.