نهاد أبو غوش: تصريحات ترامب ليست جديدة وتتوافق مع صفقة القرن
قال نهاد أبوغوش، الخبير في الشؤون الإسرائيلية ومدير مركز المسار للدراسات، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست مجرد أفكار عابرة، بل جاءت في سياق حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 15 شهرًا، والتي تستمر في الضفة الغربية عبر عمليات التدمير والتهجير والاغتيالات والاعتقالات.
وأشار أبوغوش لـ«المصري اليوم» إلى أن هذه التصريحات تتماشى تمامًا مع ما يطرحه اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يسعى لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على فلسطين كاملة بدون سكانها الأصليين. وأوضح أن فكرة تهجير الفلسطينيين ليست جديدة، فقد طُرحت في الخمسينات والستينات والسبعينات من قبل الحكومات الإسرائيلية السابقة، وتبنتها الحكومة الحالية بشكل غير معلن.
قصة الصورة المتداولة لعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة؟
وأضاف أن الدعوات لخروج الفلسطينيين مؤقتًا قد تعني في الواقع سنوات طويلة أو حتى إلى الأبد، مستشهدًا بسخرية الرئيس السيسي من هذه الفكرة عندما اقترح نقلهم إلى النقب، وهو الوطن الأصلي لمعظم سكان قطاع غزة. وأكد أن هذه الأفكار ليست جديدة، بل هي جزء من برنامج اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وتابع أبوغوش بالقول إن تبني الرئيس ترامب لمواقف اليمين الإسرائيلي ليس مفاجئًا، نظرًا لتبنيه سابقًا صفقة القرن، التي تعكس برنامج حزب الليكود الإسرائيلي لحل القضية الفلسطينية وحسم الصراع مع الفلسطينيين.
وأوضح أبوغوش، بأن الرئيس ترامب ترك ذكريات سلبية للغاية خلال ولايته الأولى، حيث كان أول رئيس أمريكي يخالف الإجماع الأمريكي وتقاليد السياسة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وأضاف أبوغوش أن ترامب اعتبر الاستيطان ليس عقبة أمام السلام، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وحاول القضاء على وكالة الغوث الأونروا وإنهاء قضية اللاجئين. وأوضح أن ترامب اختزل الحقوق الوطنية الفلسطينية إلى مجرد حقوق معيشية واقتصادية ضمن إطار الاحتلال، مما جعل الاحتلال السقف النهائي لطموحات الفلسطينيين.
وأشار أبوغوش إلى أن تحسين شروط الاحتلال لتخفيف القيود الإسرائيلية على الفلسطينيين كان حلًا مرفوضًا تمامًا، ليس فقط من قبل الفلسطينيين، بل أيضًا من الدول العربية المجاورة. وأكد أن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر ليست جديدة، حيث تردد إسرائيل دائمًا، وخاصة اليمين المتطرف، أن الدولة الفلسطينية موجودة شرق النهر في الأردن، مما يعد تعديًا على سيادة الأردن وكرامته الوطنية.
عايده عيد توقع تقاسيم المقام في معرض القاهرة الدولي للكتاب
وأضاف أن تصريحات ترامب تعكس استهانة بمكانة مصر ودورها التاريخي في القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ترامب يتعامل مع الأرض الفلسطينية كاستثمار عقاري، كما أشار صهره كوشنير عند زيارته للمستوطنات في غلاف غزة، حيث تحدث عن بناء فيلات وأبراج للمستوطنين على أراضي قطاع غزة. واختتم أبوغوش بأن تبني ترامب لهذه الأفكار يعكس تبنيه الضمني لمنطق اليمين المتطرف الذي يسعى لاقتطاع جزء من الأرض الفلسطينية.
وأوضح أبوغوش، بأن منطق الرئيس ترامب يعكس عقلية تاجر لا يولي أي اعتبار للأرض وما تحمله من دلالات ثقافية وسياسية ودينية، ولا لذكريات الناس المرتبطة بها والتي جبلت بدمائهم وعرقهم وتعبهم وورثوها عن أجدادهم.
وأضاف أبوغوش أن ترامب يتعامل مع الفلسطينيين كعبء سكاني يسعى لنقلهم من مكان لآخر، وكأنهم بلا وطن أو قيمة لحياتهم، في حين يهدف إلى طمأنة الإسرائيليين. وأشار إلى أن ترامب لم يوضح موقفه من مستقبل قطاع غزة وما إذا كان سيضمه إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أن حديثه عن نقل جميع سكان غزة يعكس عدم اطلاعه ودقته في كثير من المسائل، بما في ذلك عدد سكان القطاع.
وذكر أبوغوش أن ترامب أبدى دهشته من وجود أسرى إسرائيليين أحياء، كما أظهر دهشته قبل شهرين من صغر مساحة إسرائيل، معبرًا عن تفكيره في كيفية زيادة هذه المساحة. وأكد أبوغوش أن هذه الزيادة لن تكون على حساب دول مثل كولومبيا أو الأرجنتين، بل ستكون على حساب الفلسطينيين، وربما أيضًا على حساب السوريين واللبنانيين.
وأوضح أبوغوش، بأن تصريحات الرئيس ترامب تتناقض مع القانون الدولي وإرادة المجتمع الدولي. وأشار إلى أن هناك 140 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران، بما في ذلك الضفة الغربية وغزة بعاصمتها القدس، بينما ترفض الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الصغيرة في المحيط الهادئ الاعتراف بدولة فلسطين.
وأضاف أبوغوش أن تصريحات ترامب تتعارض مع تعهدات العديد من الرؤساء الأمريكيين السابقين، بمن فيهم الجمهوريون مثل جورج بوش الابن وجورج بوش الأب، الذين تحدثوا عن حل الدولتين.
وأكد أن ترامب يتماشى مع مخططات إسرائيل، لكنه شدد على أن ما يريده ترامب ليس قدرًا محتوما على الفلسطينيين والعرب.
وشدد أبوغوش على أن الوحدة الفلسطينية وبناء موقف عربي موحد ومتماسك يمكن أن يساهم في دحر هذه الرؤية الاستعمارية التي تنحاز لليمين وتنكر حق الشعوب في تقرير مصيرها على أرضها. وأشار إلى أن هناك أطماع إسرائيلية حتى في الأراضي الأردنية، وفقًا للخرائط التي ينشرها رموز اليمين المتطرف في إسرائيل.