“نيويورك تايمز”.. الصين تقمع المسلمين في مدينة “سانيا”

98

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً جديداً أشارت فيه إلى أنّ السلطات الصينية تعمل على قمع المسلمين بمدينة سانيا في جزيرة هينان جنوب الصين.

وتسعى الحكومة الصينية إلى وضع قيود تطال العقائد الدينية، وفي سانيا حاولت السلطات إخفاء ملامح الدين الإسلامي

وشعائره، إذ عمدت إلى تغطية اللافتات الموجودة على المتاجر والمنازل التي كُتب عليها “الله أكبر” بالعربية بملصقات عريضة تروج لـ”حلم الصين”، وهو شعار وطني رسمي.

ومع هذا، فقد كشف تقرير الصحيفة أنّ السلطات الصّينية في سانيا قامت أيضاً بإزالة اللافتات التي تضم كلمة “حلال”،

والمكتوبة بالأحرف الصينية على المطاعم وقوائمها، كما جرى اقفال المدارس الاسلامية وتمّ منع الطالبات من ارتداء الحجاب أيضاً.

وقالت “نيويورك تايمز” أنّ المجموعة العرقية أوتسول، التي لا يزيد عدد سكانها على 10 آلاف مسلم في سانيا، هي من بين

أحدث المجموعات التي ظهرت كأهداف لحملة الحزب الشيوعي الصّيني ضد النفوذ والأديان الأجنبية.

وتمثّل القيود الجديدة في سانيا السياسات الجديدة للسلطات الصّينية التي تسعى إلى وضع العراقيل أمام نشاطات المسلمين

هناك. ووسط ذلك، فإنّ بكين تتذرع دائماً بحجة أن القيود المفروضة على المجتمعات الاسلامية هدفها لجم التطرف الديني،

كما أنها تنفي أن تكون قد حاربت الإسلام. وفعلياً، فإن هذه الأكاذيب التي تروج لها الصين، كانت القاعدة التي انطلقت منها لممارسة حملتها القمعية ضدّ المسلمين في شينجيانغ غرب الصين.

وعلى مدى السنوات الماضية، استهدفت الصّين الدين الاسلامي بشكل كبير، وقام الحزب الشيوعي الصيني بهدم المساجد

والأضرحة الإسلامية القديمة والمآذن، كما كان التركيز أيضاً على ضرب مجتمع أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ، إذ جرى احتجاز أكثر من 1.8 مليون منهم في معسكرات الاعتقال التي تشهد على أبشع الممارسات والانتهاكات والفظائع.

وفي سانيا، فإنّ الحزب الشيوعي الصيني يلاحق مجموعة لها مكانة بارزة في علاقات الصّين مع العالم الإسلامي. وفي الواقع،

فإنّ الأوتسول استضافت المسلمين من جميع أنحاء البلاد وعملت كجسر للمجتمعات المسلمة في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.

ويعتبر الأوتسول أنفسهم متميزين ثقافياً عن المجتمعات المسلمة الأخرى في البلاد، فهم من المسلمين السنّة، ويُعتقد

أنهم ينحدرون من عرقية التشام، وهم الصيادون والتجار البحريون لمسافات طويلة في مملكة تشامبا، التي حكمت لقرون على

طول سواحل فيتنام الوسطى والجنوبية. واعتباراً من القرن العاشر، فر لاجئو تشام من الحرب فيما يُعرف الآن بوسط فيتنام وسافروا إلى هاينان، وهي جزيرة استوائية.

وخلال الثورة الثقافية في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، دمرت فرق متنقلة من الحرس الأحمر مخصصة لماو تسي تونغ، المساجد في قرى الأوتسول، وهو ما فعلته في جميع أنحاء الصين أيضاً.