هآرتس: “العصابة الخبيثة” رمت بإسرائيل إلى “الكارثة”
أشار مقال نُشر في صحيفة “هآرتس” العبرية، إلى أن “إسرائيل تُحكم بأيدي عصابة خبيثة، تمكّنت من تحويل أسوأ كارثة في تاريخ البلاد إلى دواء منقذ لها”، على حد تعبيرها.
وسلّط كاتب المقال تسفي برئيل الضوء على الوضع النفسي للمجتمع الإسرائيلي في ظل التوترات الناتجة عن تورط قادة إسرائيل في مواجهات عسكرية تهدد بقاء الدولة.
واستخدم الكاتب نظرية الطبيبة النفسية إليزابيث كوبلر روس حول مراحل الصدمة النفسية، والتي تشمل الإنكار، والغضب، والمساومة، والاكتئاب، والتقبل، لتفسير التحولات التي مر بها المجتمع الإسرائيلي خلال العام الماضي.
وأشار المقال إلى أن إسرائيل مرت بمرحلة الإنكار، ثم تحولت إلى الغضب بسبب صدمة الأحداث التي عصفت بالبلاد. بعد ذلك، انتقلت إلى مرحلة المساومة حيث حاول البعض التفاوض لاستعادة الأسرى، قبل أن تصل إلى مراحل الاكتئاب والتقبل، وهما الأكثر خطورة وفقًا للكاتب.
وفي هذه المرحلة الأخيرة، يصبح المجتمع الإسرائيلي متقبلاً لفكرة أن الوضع القائم لا يمكن تغييره، ما يرسخ حكم “عصابة خبيثة” على البلاد، حسب وصفه.
ويشير برئيل إلى أن هذا التقبل ينبع من شعور باليأس تجاه تغيير الواقع السياسي في إسرائيل، حيث ينظر إلى الحكومة وكأنها مصير محتوم لا يمكن تغييره.
كما يعبر عن مخاوفه من أن الشعب الإسرائيلي سيعتاد على الحياة دون الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، ويعاني من الخوف الذي يأتي من الإقرار بأن هذه الأوضاع قد تستمر دون حلول فعلية.
وأكد أن الكارثة التي شهدتها إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والتي وصفها بـ”طوفان الأقصى”، ستعطي فرصة جديدة للحكومة للبقاء على رأس السلطة، ما يقود البلاد إلى المزيد من الأزمات.
وعلى الرغم من أن نظرية كوبلر روس ليست علما دقيقا، بل هي نظرية مثيرة للجدل، فإن الحالة الإسرائيلية تدعمها من وجهة نظر برئيل، الذي يعتقد أن الأمة “الحزينة” ليست مستثناة من مراحل الصدمة النفسية التي تحدد سلوكها، بل تحدد هويتها أيضًا.
ويقول الكاتب إن إسرائيل تعيش الآن بالفعل التقبل، وهي المرحلة الأخطر، حسب وصفه، “حيث علينا أن نعتاد على العيش” دون الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.
وأضاف أن التقبل مرحلة يترسخ فيها الشعور بأنه لا جدوى حتى من الانزعاج من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، “فهم أيضًا، مثل الرهائن، وكأنهم قضاء وقدر لا يمكن تغييره على ما يبدو”.
وأشار إلى أن “جرائم العصابة الخبيثة” الحاكمة في إسرائيل والتي أدت إلى “الكارثة” السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هي التي ستمنحها عمرا جديدا تستطيع به قيادة البلاد “بذكاء” إلى مزيد من الكوارث.
أخبار ذات صلة