هاريس تثير غضب العرب الأمريكيين
في الخامسة صباحًا، تبدأ أم مهند كعادتها بإعداد خبز الصمون العراقي في فرنها الصغير بمدينة ديربورن.
في هذا المكان الصغير، يتجسد الحنين للوطن في كل تفاصيله، بدءًا من الأغاني العراقية التي تبثها لزبائنها مرورًا بتحياتها “الله بالخير”.
أم مهند، التي عاشت سنوات طويلة في الولايات المتحدة بعد قدومها خلال موجات الهجرة في العقد الأخير، تجسد نموذجًا للمغتربين الذين يحملون العراق في قلوبهم رغم البعد الجغرافي.
وسط الحديث اليومي، تطرقت أم مهند إلى مسألة سياسية أحدثت صدمة في أوساط العرب والمسلمين الأمريكيين.
المرشح العربي الأمريكي أحمد غانم، الذي يخوض سباقًا للكونغرس، تعرض للطرد من تجمع انتخابي لنائبة الرئيس كامالا هاريس، إذ واجه تهديدات من الأمن باعتقاله إن لم يغادر القاعة.
ورغم كونه عضوًا مسجلاً في الحزب الديمقراطي وداعمًا لهاريس، تعرض غانم للطرد دون أن يظهر أي علامة احتجاجية، وهو ما أضاف توترًا جديدًا بين المجتمع العربي والإدارة الحالية.
أحمد غانم، وهو موظف حكومي من أصول مصرية يعمل في مصلحة الرعاية الصحية، أعرب عن استيائه من الحادثة التي تعرض لها في تجمع هاريس، مؤكدًا أنه لن يصوت لصالحها بعد هذا التجربة، وأضاف أنه يجد صعوبة في تقبل فكرة دعمها مجددًا بعد طرده من تجمعها.
هذا الحادث جاء في توقيت حساس، إذ تعكف حملة هاريس على التواصل مع العرب الأمريكيين لمحاولة تضييق فجوة الاختلافات السياسية، لا سيما مع زيادة الانتقادات لإدارة بايدن وهاريس بسبب سياسات الشرق الأوسط.
ويقول غانم: “هكذا يراني الحزب الديمقراطي، لا مكان لأمثالي بينهم”.
رغم اعتذار حملة هاريس ودعوة غانم لحضور الفعاليات المستقبلية، تظل الحادثة تلقي بظلالها على العلاقة المتوترة بين الإدارة الأمريكية والعرب الأمريكيين.