هجوم الفصائل يضع سوريا على أجندة ترامب
قالت صحيفة “المونيتور” إنّ ، قبل أسبوع، كانت بالكاد تظهر على قائمة أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب دونالد ترامب؛ لكن هجوم الفصائل المسلحة سريع التقدم في البلاد، التي مزقتها الحرب، قد يفرض القضية على مكتب ترامب بحلول 20 يناير القادم.
وبحسب الصحيفة، يُشكل استيلاء الفصائل المسلحة المذهل على مناطق واسعة من شمال سوريا، أخطر تهديد لحكم الأسد منذ سنوات، ويُهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة تُعاني الحروب في غزة ولبنان.
سوريا: الجيش ينفي انسحابه من حمص أمام تقدم فصائل المعارضة
ومع ذلك، فإن استجابة إدارة بايدن كانت صامتة، ودعت التصريحات الأمريكية الرسمية إلى “خفض التصعيد” والعودة إلى خارطة الطريق المدعومة من الأمم المتحدة لإجراء انتخابات نهائية في البلاد.
وقالت ناتاشا هول، زميلة بارزة في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: “على حين أنه من غير المرجح أن ينخرط الرئيس بايدن بشكل عميق في صراع ظل بعيدًا عنه طوال فترة رئاسته، يبقى من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيكرس الكثير من الاهتمام لسوريا أيضًا”.
وذهبت الصحيفة إلى أنه يُمكن، في ضوء عودة سوريا إلى الحضن العربي، إقناع الرئيس المُنتخب ترامب بوضع الملف السوري على أجندته.
وأشارت إلى أن ترامب نفسه كان مُهتمًا بالتعامل مباشرة مع الرئيس السوري، إذ إنه خلال فترة ولايته الأولى، كانت لدى ترامب “رغبة دائمة” في التحدث مع الأسد بشأن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، حسب ما كتب مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون في مذكراته.
وعلى حين حاولت إدارة ترامب، في أواخر عام 2020، إنشاء قنوات خلفية مختلفة مع سوريا، وأرسلت مسؤولين أمريكيين إلى دمشق، منهم كاش باتيل، الذي اختاره ترامب لقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي، بهدف إجراء مفاوضات نادرة بشأن الأمريكيين المسجونين.
لم يُخف ترامب رغبته في سحب ما يقرب من 900 جندي من قوات مكافحة “داعش” المتبقية في سوريا، معظمهم يدعمون القوات الديمقراطية السورية “قسد” التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، والباقي في حامية التنف في جنوب شرق سوريا.
ويُضاف إلى ذلك أن ترامب عيّن تولسي غابارد، عضوة الكونغرس السابقة في هاواي التي التقت سرًّا مع الأسد في عام 2017، وحثت على سحب القوات الأمريكية من سوريا، لتكون مديرته القادمة للاستخبارات الوطنية.
ولم تستبعد الصحيفة أن يكون هناك شكل من أشكال تخفيف العقوبات مطروحًا على الطاولة خلال ولاية الثانية في ضوء تقارير تفيد بقبول الأسد الابتعاد عن إيران.
عائدون الى حلب بعد سنوات من النزوح يتحدّثون عن “فرحتهم” وعن “حلم تحقّق”
وقال تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط: “ترامب، الذي يريد الخروج من سوريا، سيرغب في أن يُنظر إليه على أنه يعمل مع دول المنطقة”.
وأضاف ليستر: “سواء كان القتال مستمرًا في 20 يناير/ كانون الثاني أم لا، أعتقد أن ملف سوريا من المرجح أن يكون ذا أهمية كبيرة على طاولة إدارة ترامب”.