هدنة لبنان.. سر “الدور الخفي” الذي لعبه ترامب

0

لعبت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب ، دورًا داعمًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبنانية، وفق موقع “واللا” العبري.

ونشر الموقع تفاصيل جديدة حول الدور الأمريكي المتواصل منذ شهور للتوصل إلى الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ اليوم الخميس، بالإضافة إلى الضغوط التي تواجهها الحكومة الإسرائيلي إثر مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال السلطة

ولفت الموقع إلى انهيار مبادرة وقف إطلاق النار، التي أعلنتها الولايات المتحدة وفرنسا في سبتمبر/ أيلول الماضي، قبل أن تدخل حيز التنفيذ، بعد أن اغتالت إسرائيل أمين عام ميليشيا حزب الله، حسن نصر الله، بعد يومين من إطلاق المبادرة، الأمر الذي يعكس مدى عدم اهتمام إسرائيل بوقف إطلاق النار أساسًا، خاصة بعد المكاسب التي حققتها عملية “البيجر”.

 رسالة من جيش الاحتلال لسكان جنوب لبنان رغم بدء الهدنة

وتسبب قرار نتنياهو باغتيال نصر الله الذي فاجأ إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، بحالة من التوتر بين واشنطن وتل أبيب، وفق تأكيدات مسؤولين أمريكيين كبار.

وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، جدّد كبير مستشاري الرئيس بايدن، عاموس هوكستين، جهود الوساطة، وعاد إلى بيروت في محاولة لطرق الأبواب من جديد.

وقبل زيارته إلى بيروت، أعطى الإسرائيليون هوكستين لأول مرة وثيقة تحتوي على شروطهم لوقف إطلاق النار، بما في ذلك إعطاء الجيش الإسرائيلي الحق في توجيه ضربات عسكرية مباشرة لحزب الله، في حال رصد أي انتهاك محتمل لضمان عدم قيام حزب الله بإعادة تسليح وإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في جنوب لبنان، وفق الموقع العبري.

وأوضح أن محادثات هوكستين في بيروت شهدت تقدمًا كبيرًا، وأعطت البيت الأبيض الثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالفعل.

وقبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التقى هوكستين مع نتنياهو، إذ أعرب الأخير عن اعتقاده بأن هناك فرصة سانحة، وفق ما أفاد به مسؤول أمريكي حضر اللقاء.

ونقل الموقع العبري عن المسؤول الأمريكي قوله: “شهدنا تغيرًا بالموقف في بيروت وتل أبيب، وتطابقًا في المصالح فيما يتعلق بتحقيق وقف إطلاق النار”.

وبعد خمسة أيام من الانتخابات الأمريكية، التقى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، بالرئيس المنتخب دونالد ترامب في مارالاغو.

وقالت مصادر مطلعة إن ديرمر أخبر ترامب عن تفاصيل المفاوضات بشأن اتفاقمع لبنان.

وأضافت المصادر أن ترامب لم يعترض على عمل نتنياهو مع بايدن بشأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، مبديًا رغبته بالتوصل لاتفاق قبل 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، وفق “واللا”.

ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي قوله: “في تلك المرحلة، اعتقد هوكستين أنه رأى الضوء في نهاية النفق، وقرر إطلاع كبار فريق الأمن القومي التابع لترامب على الصفقة، وأخبرهم أن هناك احتمالًا كبيرًا للتوصل إلى اتفاق خلال أيام”.

وكانت إحدى النقاط الرئيسة الشائكة في المرحلة الأخيرة من المفاوضات، هي ما إذا كان لإسرائيل الحق في الرد على انتهاكات حزب الله.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن اقتراح فرنسا على لبنان بعدم قبول هذا الطلب لأنه سيمثل انتهاكًا للسيادة اللبنانية، كان سيدمر الاتفاق برمته.

 

وكشف المسؤول الأمريكي، أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة مجموعة العشرين، الشهر الماضي، من أن موقف بلاده سيعرض الاتفاق للخطر.

وأشار إلى أن ماكرون وافق على الطلب على الأمريكي.

بدوره، نفى مسؤول فرنسي كبير ذلك، وقال إن ماكرون أكد طوال الوقت على أهمية استعادة السيادة اللبنانية، وفق الموقع العبري.

ويوم الخميس الماضي، تم إبرام الاتفاق تقريبًا، لكن في منتصف لقاء هوكستين مع نتنياهو، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، الذي بدا غاضبًا ورافضًا الاستمرار بمحادثات وقف إطلاق النار في .

واستغرق الأمر ثلاثة أيام أخرى، لتتواصل جهود الرئيس بايدن للتوفيق بين نتنياهو وماكرون، ووصل الأمر إلى تهديد أمريكي بالانسحاب من جهود الوساطة لإعادة المفاوضات إلى مسارها، والتوصل إلى تسوية مساء الأحد.

ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على الصفقة بعد 36 ساعة من التهديد الأمريكي.

ويعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان إنجازًا دبلوماسيًّا كبيرًا، وكان نتاج جهود أشهر من المفاوضات المعقدة من جانب إدارة بايدن، لكن الجهود المبذولة لمنع انهيار وقف إطلاق النار، قد تكون أكثر صعوبة من التوصل إليه، وفق الموقع.