قد يبدو العنوان صادمًا قليلا! ولكن قد يصدمك أكثر أن تعرف أنك لست لطيفا كما تعتقد. فهل أنت حقا لطيفا؟
ما هي اللطافة؟
تظهر اللطافة دوما في الابتسامة و الكلمات الرقيقة ومراعاة الآخرين في التعاملات. كالوقوف لكبار السن لإعطائهم مقعدك في وسيلة مواصلات أو صالة انتظار. ويطلق على الشخص إنسان لطيف عندما تتكرر حالات اللطف التي يمر بها مع الآخرين. ولكن، ليس كل من يبتسم في وجهك أو يغرقك بعبارات جميلة هو دوما شخص لطيف.
ما هو التصنع؟
لعلك قد سمعت بما يسمى الابتسامة الصفراء. وهي الابتسامة المزيفة التي يرسمها صاحبها غصبا أو تزييفا لحالته الداخلية. وهنا تلك الابتسامة لا تنبع من القلب و لا تعكس لا سلاما ولا بهجة من ذلك الشخص. ويعتبر ذلك تصنعا لا يعكس حقيقة شعوره . وهناك من اتخذ ذلك التزييف عادة يحمي بها نفسه من اظهار مشاعره الحقيقية التي ربما قد تتسبب له بالأذى إذا ما ظهرت.
الجبن المتخفي بالحرص
كثيرا ما يتم الخلط بين المشاعر وبعضها وبين الشعور وما يترتب عليه من سلوكيات. لذلك، فمعرفة المشاعر التي نمر بها هو أساس تجاربنا في هذه الحياة. ولكن الخوف يمنعنا دوما من الاعتراف بمشاعرنا الحقيقية ، حتى اختفت بدواخلنا وبتنا لا نعرف ماهيتها. وما يجعل الأمر أكثر تعقيدا، هو تلك الشعرة بين شعور وآخر . فكم هناك شعرة بين الشجاعة والتهور، هناك أيضا شعرة بين الجبن ( الخوف الشديد) والحرص. فمن يخاف أن يتحدث بالحقيقة حتى لا يفقد وطيفته مثلا، هو خوف طبيعي ومطلوب مادام في حدوده الطبيعية. ثم يأتي السلوك ليحسم المسألة بين جبن وحرص. فإخفاء الحقيقة هنا لا يعني الموافقة على الظلم مثلا و قد يلهمك ذكاؤك أن تقول الحقيقة بشكل يرضي ضميرك بينما لا يعرضك للخطر وهذا ما يدخل في نطاق الحرص. بينما الجبن هنا هو تجاهل الظلم والهرب من قول الحق خوفا .
جبن أم لطف؟
لذلك عندما تجامل أحد بما ليس حقيقيا أو بما لا يستحق فإن ذلك يأخذ صفة الجبن إذا ما كان ذلك الشخص ذو سلطة عليك وتخاف من مواجهته وقد يأخذ صفة النفاق أيضا إذا ما صادف طمعا في اخذ ما لا تستحق بذلك التملق. و ببساطة تعرف أنك لطيف إذا انتفت هذه المشاعر وأنت تتلفظ بالعبارات الجميلة أو تتصرف بشكل لطيف. فتلك السلوكيات هنا منبعها الود والمحبة بلا خوف أو طمع.
للمزيد…
قم بزيارة قناتي على اليوتيوب للاستماع إلى حلقات بودكاست ترميم مهارات اللغة
https://www.youtube.com/watch?v=vC_a-Oa2Fbs&t=18s