هل تسعى إسرائيل إلى إقحام الجيش اللبناني في الحرب؟

0

بالتزامن مع بدء العملية البرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، أعلن الجيش اللبناني عن مقتل وإصابة عدد من عناصره بنيران إسرائيلية، في وقت قال فيه محلل عسكري إن هناك محاولات لإقحام كاملا في الحرب.

وقال المحلل العسكري العميد اللبناني المتقاعد، سعيد قزح لـ”إرم نيوز” إن “الجيش اللبناني لم يتدخل بعد بالصراع الدائر مع حزب الله، وأعاد تموضعه لعدم ترك عناصر المراقبة على الشريط الأزرق وحدهم”.

وأكد أن “الجيش اللبناني سيشتبك، ولو بالسلاح الخفيف في حال تقدم العدو برا، لأن العقيدة العسكرية تقوم على الدفاع عن الأرض”.

وأشار إلى أن إسرائيل تحاول إقحام لبنان كاملا بالصراع، خاصة بعد صدور إنذارات لقرى لا تعد حاضنة لبيئة “حزب الله”، مشيرا إلى أن بعضها في خصومة مع الحزب، وتضم طوائف مختلفة.

وكانت إسرائيل قد وجهت الجمعة، إنذارات إخلاء لعشرين قرية في جنوب لبنان من شمال نهر الليطاني إلى شمال نهر الأولي.

في مقابل ذلك، استبعد المحلل السياسي اللبناني جورج حايك، أن يكون “الجيش الإسرائيلي قد استهدف الجيش اللبناني بالقصد، لأن هذا خط أحمر بالنسبة للأمريكيين”.

وقال حايك لـ”إرم نيوز”: “ربما يكون بالخطأ أو القصد لإبعاده عن الجبهة للاستفراد بحزب الله، وضمان عدم وجود أي تضامن من الجيش اللبناني مع الحزب، ومنع أي مساعدة قد يقدمها بعض العناصر”.

ويرى حايك أن إقحام الجيش اللبناني في الصراع ليس من مصلحة إسرائيل، لأنه جزء من أي حلول مستقبلية إذا تم تطبيق القرارات الأممية.

وتابع: “إذا احتلت إسرائيل الجنوب، ستكون مضطرة في مرحلة ما للانسحاب وتسليم المنطقة للجيش اللبناني واليونيفيل”.

لكن من المتوقع أن ينطوي كل ذلك على مجموعة من التحديات الخاصة به، خاصة نقص الأفراد والافتقار إلى الأسلحة اللازمة.

وتعد الولايات المتحدة المانح الأكبر للجيش اللبناني، إلا أن المساعدات المقدمة، لا تتعدى المركبات والأسلحة الخفيفة، ولا تقارن بالمساعدات التي تقدمها لإسرائيل.

وقبل أيام، نفى الجيش اللبناني تقارير تحدثت عن انسحابه من بعض النقاط على الحدود مع إسرائيل، بعد إعلان الأخيرة بدء توغلها البري.

وأكد أن “الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب نفذت إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها”.

ويؤيد المحلل السياسي حسن الخالدي، قراءة حايك، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي لن يرغب في دخول الجيش اللبناني في دائرة الصراع.

وقال الخالدي لـ”إرم نيوز”، إن “أي وقف لإطلاق النار في المستقبل من المرجح أن يتضمن انتشاراً أكبر للجيش في الجنوب، وهو الأمر الذي ألمح إليه رئيس الوزراء اللبناني”.

ويعتقد أن ما جرى من استهدافات قد يكون بالخطأ أو يتعلق ببعض العناصر الذين قدموا خدمات لعناصر ميليشيا حزب الله.

 

ويوجد إلى جانب الجيش اللبناني في جنوب لبنان، قوات اليونيفيل التي كلفها مجلس الأمن بالمساعدة على إبقاء المنطقة خالية من الأسلحة والمسلحين غير التابعين للدولة اللبنانية.

وأثار ذلك احتكاكات مع “حزب الله” الذي يسيطر فعلياً على جنوب لبنان.

وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل بين نهر الليطاني في الشمال والخط الأزرق في الجنوب، وتضم أكثر من 10 آلاف جندي من 50 دولة ونحو 800 موظف مدني، وفقا لموقعها على الإنترنت.

وبموازاة حملة القصف الجوي المكثف الذي خلف أكثر من ألف قتيل في أنحاء مختلفة من لبنان منذ حوالي 11 يوما، ينفّذ الجيش الإسرائيلي منذ الاثنين “عمليات برية محدودة ومركزة” في نقاط عدّة على طول الحدود، أسفرت عن مقتل تسعة من عسكرييها الأربعاء.