«واشنطن بوست»: إسرائيل تبني قواعد عسكرية ومستوطنات داخل سوريا

1

في تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، كشفت صور أقمار صناعية ومصادر محلية عن بناء إسرائيل عدة مواقع استيطانية وقواعد عسكرية جديدة في منطقة الجولان السورية التي كانت تخضع للمنطقة منزوعة السلاح وفقا للاتفاقيات السابقة بين دمشق وتل أبيب.

وتُظهر الصور منشآت إسرائيلية وآليات عسكرية ثُبِّتت على الأراضي السورية؛ وهو ما يثير تساؤلات ومخاوف من تحول هذه المواقع من وجود عسكري مؤقت إلى استيطان دائم في المنطقة، بحسب الصحيفة.

وبدأت القوات الإسرائيلية في توسيع وجودها العسكري في منطقة الجولان السورية بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2024.

مصادر: نتنياهو يلغي نقاشات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين محليين أن «ما يحدث ليس مجرد وجود مؤقت، بل بناء منشآت عسكرية جديدة» في المنطقة.

وتقول «واشنطن بوست» إن صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها تُظهر مجموعة من المنشآت العسكرية وآليات في قاعدة إسرائيلية محاطة بجدار، إضافة إلى قاعدة أخرى على بُعد 5 أميال.

وهذه المنشآت، وفق الصحيفة، مرتبطة بشبكة طرق تمتد إلى الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب 1967؛ ما يعكس وجودا عسكريا قد يتحول إلى استيطان دائم في المنطقة.

وأكدت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية قامت ببناء نقاط تفتيش، وتقوم بإغلاق طرق، ومداهمة المنازل، في وقت يرفض فيه سكان المنطقة هذا الوجود العسكري.

من جانبه، شكك محمد مريد، رئيس بلدية «جباتا الخشب» السورية، في هذه المزاعم، مشيرًا إلى أنه «كيف يكون الوجود مؤقتاً وهم يشيدون ثكنات عسكرية مسيجة؟». وأضاف أن الجرافات دمرت الأشجار والمحميات الطبيعية في المنطقة، مما يعكس استدامة الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

نتانياهو في أميركا خلال ساعات.. الزائر الأول بعد تنصيب ترامب

يرى المحللون أن هذه القواعد العسكرية تمثل محاولة إسرائيلية للسيطرة على نقاط مراقبة استراتيجية وطرق رئيسية في المنطقة. ما يثير القلق هو أن هذه التحركات قد تؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين القرى السورية، ما سيؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان المحليين، وفقا للصحيفة.

كما فرضت القوات الإسرائيلية نقاط تفتيش متحركة وأغلقت طرقات رئيسية، مما أدى إلى توتر مع السكان المحليين الذين تعرضوا للاعتقالات والاعتداءات.

وقالت بدور حسن، من قرية سمدنية الغربية: «باتت قوات الجيش تجوب المنطقة ليلاً دون أضواء». في حين أضاف الشيخ هايل عبدالله أن إسرائيل تسعى إلى فرض «سياسة الأمر الواقع كما في غزة».

تتزايد التخوفات المتعلقة بالموارد المائية، خاصة مع وجود سد في جنوب سوريا ضمن المنطقة العازلة. ورغم نفي الجيش الإسرائيلي سيطرته على السد، يرى السكان إلى أن القواعد العسكرية الجديدة تعيق طرق الرعي وتزيد من تكلفة الأعلاف، مما يزيد من معاناتهم اليومية.

أكد بلال سليمان، رئيس بلدية «مدينة السلام» بالقنيطرة، أن الشعب السوري سيظل صامداً في وجه محاولات التهجير القسري، قائلاً: «لن نسمح بتكرار سيناريو الجولان».

ويقول الجيش الإسرائيلي إن «هدفه تأمين المنطقة ومنع تهريب الأسلحة، بالإضافة إلى الحد من أي تهديدات محتملة من إيران أو منظمات مسلحة متحالفة مع الأسد» وفق تعبيره.

تتزامن هذه التحركات العسكرية مع توسيع إسرائيل لوجودها في مناطق أخرى، حيث تسعى إلى إخلاء مناطق حدودية في غزة ولبنان. ومع غياب فاعلين رئيسيين مثل «هيئة تحرير الشام» في سوريا، تستغل إسرائيل الفراغ الأمني لترسيخ وجودها العسكري.