واشنطن تحذر من توغل إسرائيلي قريب في لبنان
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، اليوم الخميس، عن مخاوف لدى الإدارة الأمريكية من اتخاذ إسرائيل قرار بشن حرب برية قريبة في لبنان، في حين حذرت وزارة الدفاع “البنتاغون” من أن موجة تفجيرات الأجهزة اللاسلكية قد تكون “مقدمة لهجوم أوسع”.
يأتي ذلك بالتزامن مع الكشف عن خطط أمريكية لإجلاء رعايا أمريكيين وآخرين من لبنان في حالة نشوب الحرب، ناقلة عن مسؤولين قولهم إن “واشنطن وضعت خططاً لإجلاء أمريكيين وغيرهم من غير المقاتلين من لبنان”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، إلى أن “إحدى الخطط تتضمن إجلاء نحو 50 ألف مواطن أمريكي ومقيم وعائلاتهم إلى قبرص”.
وذكرت الصحيفة أن “موجة الانفجارات المميتة لأجهزة الاستدعاء الآلي وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، التي يحملها مسلحون في لبنان، قد تؤدي إلى تفاقم قلق البنتاغون بشأن احتمال اندلاع حرب برية في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله”.
وقالت: “حتى قبل وقوع مئات التفجيرات المتفرقة على نطاق واسع يومي الثلاثاء والأربعاء، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لمسؤولين كبار في البنتاغون في اجتماع، الاثنين، إنه يخشى شن إسرائيل هجومًا قريبًا، بعد أشهر من الهجمات الصاروخية والجوية المتبادلة مع حزب الله”.
وبحسب الصحيفة، “اشتد القلق الأمريكي من احتمال حدوث توغل محتمل منذ الهجمات (الصارخة) في لبنان. وقال مسؤول دفاعي رفيع المستوى: “أنا قلق للغاية من خروج الأمر عن السيطرة”، مردداً تعليقات أدلى بها مساعدون آخرون في البنتاغون منذ يوم الثلاثاء.
بالتزامن مع ذلك، نقل الجيش الإسرائيلي فرقة تضم الآلاف من جنود الكوماندوز والمظليين إلى الشمال في الأيام الأخيرة من جنوب البلاد، بعد أن عملت لعدة أشهر في غزة، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.
وكانت إدارة الرئيس بايدن قد أعربت، منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر الماضي، عن قلقها بشأن صراع واسع النطاق على الحدود الشمالية لإسرائيل، والذي يمكن أن يجذب الولايات المتحدة وحتى إيران، وفق الصحيفة.
وشدد المسؤولون الأمريكيون على أنهم لم يروا حتى الآن أي مؤشرات مثل استدعاء قوات الاحتياط تشير إلى غزو وشيك. وحتى بمجرد اتخاذ القرار، قد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن تكون القوات الإسرائيلية في وضع يسمح لها بشن هجوم كبير.
لكنّ مسؤولي الدفاع الأمريكيين قالوا إن إسرائيل يمكن أن تأمر بعملية أصغر بسرعة أكبر، دون تحركات عسكرية كبيرة أخرى، وفق “وول ستريت جورنال”.
وقال مسؤولون إسرائيليون، الأربعاء، إنهم سيبدأون مرحلة جديدة في اشتباكهم مع حزب الله، ما لم يسحب التنظيم قواته من جنوب لبنان، ويوقف الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون عبر الحدود، والتي أجبرت عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الإجلاء من الشمال.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي للصحفيين، الأربعاء، إنه “ما يزال هناك طريقة لإنهاء الأزمة من خلال الدبلوماسية وليس الحرب. وقال عن الصراع المحتمل “لا يوجد شيء حتمي”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، في مؤتمر صحفي في القاهرة يوم الأربعاء، إن “من الضروري أن تمتنع جميع الأطراف عن أي أعمال من شأنها تصعيد الصراع”.