واشنطن “تدرس صفقة أحادية” للإفراج عن رهائن أميركيين لدى حماس

0

قالت شبكة إن بي سي الأميركية إن إدارة بايدن تناقش طلبا من عائلات الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى حماس للنظر في إبرام صفقة أحادية الجانب مع الحركة لتأمين إطلاق سراحهم.

وقالت القناة إن هذا الخيار قيد المناقشة حالياً داخل إدارة بايدن، وفقاً لخمس مصادر مطلعة على المناقشات.

وقال مسؤول أميركي إن التوصل إلى اتفاق أحادي الجانب أمر غير مرجح، لكن الإدارة أعدت قائمة بالسجناء الذين تحتجزهم الولايات المتحدة، والذين قد يثير إطلاق سراحهم اهتمام حماس.

وفي اجتماع يوم الأحد مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بعد مقتل ستة رهائن على يد حماس، بما في ذلك الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، حثّ أقارب المواطنين الأميركيين الذين ما زالوا في الأسر الإدارة على تقييم الخيارات التي لا تشمل إسرائيل، حسبما أفادت المصادر.

وأبلغ مسؤولون في الإدارة العائلات أنهم سيفحصون “كل الخيارات”، لكن صفقة مع حماس تشمل إسرائيل لا تزال هي النهج المفضل، وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثة.

وتأتي المناقشات حول صفقة أحادية الجانب في وقت يتزايد فيه اعتقاد أفراد العائلات وبعض المسؤولين في الإدارة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد لا يلتزم باتفاقية مع حماس تشمل وقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، حسبما أفادت المصادر.

ولا يزال أربعة رهائن أميركيين محتجزين لدى حماس، وتعتقد الولايات المتحدة أنهم على قيد الحياة، في حين تسعى الإدارة إلى استعادة رفات ثلاثة آخرين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.

في يونيو، أفادت شبكة “إن بي سي نيوز” أن إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة أحادية الجانب مع حماس للإفراج عن الرهائن الأميركيين في غزة إذا انهارت محادثات وقف إطلاق النار التي تشمل إسرائيل.

لكن الفكرة لم تتقدم، حيث عارضها بعض كبار المسؤولين في الإدارة بشدة، وفضل الرئيس جو بايدن الاستمرار في محاولة التوصل إلى اتفاق أوسع يشمل إسرائيل ويحدد مساراً لإنهاء الصراع.

سجناء في أميركا قد تهتم بهم حماس

ومع ذلك، وفي إشارة إلى أن صفقة أحادية الجانب قد تم استكشافها داخلياً، جمعت إدارة بايدن قائمة بالسجناء في الولايات المتحدة الذين قد تكون حماس مهتمة بتأمين إطلاق سراحهم كجزء من اتفاق يحرر الأميركيين المختطفين، وفقاً لمسؤولين أميركيين سابقين وحاليين مطلعين على التخطيط. وقال أحد المسؤولين إن القائمة تضم خمسة أفراد.

وقال المسؤولون الأميركيون إن إدارة بايدن أجرت اتصالات أولية مع حماس، من خلال مسؤولين قطريين، قبل حوالي ستة أشهر، لاستكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق أحادي الجانب وسط مفاوضات متوقفة بشأن اتفاق أوسع يشمل إسرائيل.

وتشمل القائمة الأميركية للسجناء المحتملين الذين قد تكون حماس مهتمة بإطلاق سراحهم خمسة من قادة مؤسسة خيرية مقرها تكساس، مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية، الذين أدينوا في عام 2008 بتقديم أكثر من 12 مليون دولار لحماس، التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

وأضافوا أن هذه المبادرة الأولية لم تحقق تقدماً يُذكر.

وقال مسؤول في الإدارة إن فكرة التوصل إلى اتفاق أحادي الجانب مع حماس غير واقعية لأن الولايات المتحدة ليس لديها ما يكفي لتقديمه مقابل الرهائن الأميركيين.

وأوضح المسؤول: “لقد درسنا كل الخيارات الممكنة لتحرير الرهائن وإعادتهم إلى عائلاتهم. وبسبب مطالب حماس، لم يُقدَّم عرض رسمي لصفقة أحادية الجانب، لأن مثل هذه الصفقة غير ممكنة”.

وأضاف المسؤول: “حماس تريد شيئين لا يمكن إلا لإسرائيل تقديمهما: وقف إطلاق النار وإطلاق سراح نحو 1000 سجين فلسطيني محتجزين حالياً في السجون الإسرائيلية. كل الاقتراحات الأخرى لم تذهب بعيداً لأن هذا هو ما تطالب به حماس مقابل الرهائن”.

وأكد: “يبقى الرئيس بايدن وبقية الحكومة الأميركية ملتزمين تماماً بإعادة الرهائن، بما في ذلك الأميركيون، إلى عائلاتهم. ونحن نواصل العمل ليل نهار لتحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.

ولم يستجب المتحدث باسم الحكومة القطرية فوراً لطلب التعليق. ورفض ممثل عائلات الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى حماس التعليق.

وقال مستشار البيت الأبيض لاتصالات الأمن القومي جون كيربي يوم الأربعاء إن رسالة سوليفان لعائلات الرهائن الأميركيين مؤخراً كانت: “سنواصل بذل كل جهد لإعادة أحبائكم إلى ديارهم حيث ينتمون”.

وأضاف كيربي، في إشارة إلى المفاوضات بين إسرائيل وحماس التي توسطت فيها قطر: “ما زلنا نعتقد أن الخيار الأفضل، وأفضل طريقة ممكنة، لتحقيق ذلك هي من خلال الصفقة التي كانت على الطاولة”.

وعندما سئل المتحدث باسم وزارة الخارجية مات ميلر يوم الثلاثاء عما إذا كانت إدارة بايدن قد نظرت بجدية في فكرة التوصل إلى اتفاق أحادي الجانب مع حماس، لم يُجب بشكل مباشر.

وقال ميلر: “تركيزنا الكامل هو تأمين اتفاق لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. وهذا يشمل بالطبع الرهائن الأميركيين”. وعندما سُئل مرة أخرى عن الاتفاق الأحادي الجانب، رد ميلر: “نحن نعمل على التوصل إلى اتفاق لإعادتهم جميعاً”.