أدت موجة شديدة الحرارة بالغرب الأمريكي إلى ارتفاع درجات الحرارة نحو معدلات قياسية، لليوم الثالث، الأحد، مع تسجيل منطقة ديث فالي في ولاية كاليفورنيا درجة حرارة بلغت 54 درجة مئوية، لتصبح إحدى أكثر المناطق حرارة على كوكب الأرض.
وسجلت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية هذه الدرجة، السبت، والتي إذا تم التحقق منها ستكون واحدة من أعلى المعدلات المسجلة على الأرض على الإطلاق.
وتسببت الحرارة الشديدة التي امتدت عبر معظم المناطق الشمالية الغربية المطلة على المحيط الهادي في الضغط على شبكات الكهرباء وتأجيج حرائق الغابات الرئيسية، بما في ذلك حريق في جنوب ولاية أوريغون الذى شكل تهديدا للمنازل وأدى إلى قطع الكهرباء.
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء المنطقة، وحذرت السكان من أن درجات الحرارة المرتفعة قد تمثل خطرا على صحتهم، لا سيما الأطفال الصغار وكبار السن.
وتأتي موجة الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة بينما تواصل أكبر الحرائق هذا العام اشتعالها في كاليفورنيا قرب الحدود مع ولاية نيفادا، وهي الحرائق التي سببها البرق، ما أدى لتدمير مساحات ضخمة تبلغ 72 كيلو مترا مربعا شمال بحيرة تاهو، ولا تظهر أي إشارات على أنها تباطأت في اتجاهها نحو الشمال الشرقي من منطقة غابات سييرا نيفادا، بعدما اتسع حجمها خلال يومي الجمعة والسبت، وفي مساء السبت تطايرت النيران لتصل إلى أحد الطرق السريعة، حيث تم اتخاذ الإجراءات لتأمين الممتلكات من النيران.
ولفت التقرير إلى أن جهود مكافحة الحرائق لم تفلح إلا في احتواء 8% منها فقط، وزادت الحرائق بشكل كبير إلى مساحة حوالي 222 كيلومتراً مربعاً.
وساعدت الرياح القوية في جنوب ولاية أوريغون على اتساع الحرائق لتمتد على مساحة حوالي 311 كيلومتراً مربعاً أمس السبت.
وأشار التقرير إلى تحذير الأرصاد الجوية من الظروف الخطيرة حيث يمكن أن تسبب أمراضاً مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، كما تم التحذير من شدة الأحمال على الكهرباء التي يمكن أن تؤدي لانقطاع التيار.
كما أعلن حاكم ولاية إيداهو حالة الطوارئ الجمعة بسبب الحرائق، وتم الاستعانة بقوات الحرس الوطني لمساعدة رجال الإطفاء في مكافحة الحرائق.
وخلصت مجموعة من الباحثين إلى أن موجة الحر التي تضرب غرب الولايات المتحدة وكندا منذ نهاية يونيو كان حدوثها «شبه مستحيل» لولا الاحتباس الحراري الذي يسببه البشر، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
واعتبر العلماء في «وورلد ويذر أتريبيوشن»، وهي مبادرة تضم خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم، أن التغيّر المناخي زاد احتمالية حدوث موجة الحر 150 مرة على الأقل.
وقالت فريدريك أوتو، الباحثة في جامعة أكسفورد والتي شاركت في إعداد الدراسة «ليس هناك أي شك في أن التغير المناخي لعب دوراً رئيسياً» في حدوث موجة الحر.