وول ستريت جورنال: تقدم المعارضة السورية يهدد بانهيار النظام
رأى تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أن التقدم المفاجئ للفصائل المعارضة المسلحة في من شأنه أن يقود الأخيرة إلى إلى تغيير جذري، على مستوى السلطات الحاكمة للبلاد.
وبيّن أنه بعد سيطرة الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، على مدينة ، ترك مدينة رئيسة واحدة فقط، وهي حمص، في أيدي الحكومة على الطريق من شمال سوريا، الذي تسيطر عليه الفصائل المسلحة إلى العاصمة .
هجوم الفصائل يضع سوريا على أجندة ترامب
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن سيطرة المعارضة على مدينة حماة الإستراتيجية، تعدُّ ضربة قوية للرئيس السوري بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران، ويزيد مخاطر التمرد، الذي يسيطر الآن على مساحة كبيرة من الأراضي.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بالسيطرة على حمص، التي تقع عند منعطف إستراتيجي بين دمشق والبحر الأبيض المتوسط والحدود مع لبنان المجاور، ما قد يعزل الرئيس الأسد عن موطن أجداده بالقرب من ساحل البلاد، ويعرض قبضته على السلطة للخطر.
وقالت المستشارة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة: “إذا استمرت المعارض بهذه الوتيرة نحو حمص واستولت على أجزاء منها،فيجب أن نتوقف ونفكر بجدية في حقيقة أن النظام الحاكم يمكن أن ينهار بالفعل”.
ساحة تنافس
وذكرت الصحيفة أن القوات الحكومية سيطرته على جزء كبير من البلاد منذ أن تحولت انتفاضة عام 2011 إلى حرب أهلية، لكن العديد من الجماعات المتمردة ذات الانتماءات الأيديولوجية والطائفية والعرقية المختلفة احتفظت بالسيطرة على بعض المناطق، خاصة في شمال البلاد، الذي مزقته الحرب.
وأكدت الصحيفة أن الحرب جعلت من سوريا ساحة للتنافس بين مجموعة من القوى الخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، مبينة أن سوريا تستضيف قواعد عسكرية روسية تمثل نقطة انطلاق لعمليات الكرملين في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أنه بالنسبة لإيران، تُعدُّ سوريا رمزًا مهمًّا لقدرتها على إبراز القوة في الخارج، ونشر قوات بالقرب من عدوها اللدود؛ إسرائيل.
صورايخ وقذائف ومسيرات.. كيف تسلح هيئة تحرير الشام نفسها؟
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم على حلب وحماة شجع فصائل المعارضة ضد القوات الحكومية، بعد سنوات كانت فيها المعارضة محصورة في منطقة شمال غرب سوريا قبالة الحدود التركية.
وذكر تقرير الصحيفة أن الرئيس الأسد كان يتصارع مع أزمة اقتصادية وحشية أدت إلى تفريغ القوات المسلحة، وجعلت دمشق أكثر اعتمادًا على روسيا وإيران للحصول على الطاقة وغيرها من أشكال الدعم، كما أدت العقوبات الأمريكية والفساد إلى إضعاف سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن التحدي الذي يواجه الرئيس الأسد الآن هو إعادة تنظيم صفوفه ومحاولة الدفاع عن الأراضي، التي لا يزال يسيطر عليها بعد التخلي عن مدينة حلب، التي استعادتها في عام 2016 بعد قتال لسنوات بدعم من روسيا.