«يخدم مخطط تقسيم المنطقة ويفتح أبواب جهنم».. لماذا تحمي إسرائيل الدروز؟
تتشبث إسرائيل في إظهار دعمها للدروز في سوريا، متذرعة في شن هجماتها العدوانية على البلاد بحماية أبناء الطائفة، لكن مآرب إسرائيل الخفية تختلف تماما عما تعلنه حيث تسعى إلى إنشاء «كيان درزي» في إطار مخططها القاضي بتقسيم سوريا؛ ما سيمكنها من التعامل مع المنطقة بسهولة، وعلى إثر ذلك، حذر خبراء من هذا المخطط الإسرائيلي واصفين الأمر في حال نجاحه بمثابة «فتح أبواب جهنم» في بقية سوريا والعراق من خلال تشجيع باقي الأقليات على السير على خطى الدروز.
مصر تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضى اللبنانية والسورية
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هدف إسرائيل من وراء دعمها للدروز يتمثل في نقاط عدة، الأولى هي التعامل مع موضوع الأقليات في سوريا، بما يخدم مخطط تقسيم البلاد إلى أجزاء والذي ما زال قائمًا.
ونوه «فهمي» في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، إلى أن الحدود التي رسمت طوال الفترة الماضية، تنفذ الآن على أرض الواقع، لإقامة كيان درزي.
وعلى إثر ذلك، سلط الدكتور طارق فهمي، الضوء على وضع الدروز في إسرائيل قائلا: «إن الدروز هناك لهم وضع خاص باعتبارهم شريحة من المجتمع لكن رغم تواجدهم كأقلية في إسرائيل، من غير المسموح لهم الوصول إلى مناصب أمنية عليا في الدولة»، لكنه أشار إلى أنهم متواجدين كممثلين بالجيش في وحداته ومقاتليه، إلى جانب مؤسسات دولة الاحتلال، ونتيجة لذلك تريد إسرائيل حل عسكري للدروز في سوريا، لما تعتبره تل أبيب امتداد طبيعي يصل إلى هناك».
ولفت إلى أن إسرائيل تسجل حضور في مناطق القنيطرة والسويداء والجولان والمناطق التي تمس الاستراتيجية بالنسبة لها؛ ما يعكس تصميمها في تنفيذ العمل العسكري.
وسلط الضوء على أن في حالة نجاح إسرائيل في دعم الدروز في سوريا، فسيشجع ذلك الأقليات الأخرى في الدول المجاورة في باقي سوريا، والعراق، ما سيفتح أبواب جهنم بهذه البلاد سواء فيما يتعلق بالعلويين في سوريا، أو الأكراد في العراق.
وأكد على أن النموذج الدرزي ليس مختلفا، لأن الدروز محميين والحل العسكري الذي تستخدمه إسرائيل بهذه الصورة تأكيدا لفكرة الأقليات الذي تريد تطبيقه في كافة المنطقة، بحيث يسهل التهامل معها، واصفا الأمر بـ«تفتيت المقسم وتجزئة المجزأ» وبالتالي تنعدم الحلول السياسية.
مصر تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضى اللبنانية والسورية
وفي هذا السياق، توقع أن تستمر إسرائيل في العمل العسكري، وفي دعم الدروز من خلال إقدامها على تنفيذ شريط حدودي مباشر بين الدروز لديهم وبين أبناء الطائفة في سوريا.
وعن تأثير العمليات الإسرائيلية ضد سوريا على التطبيع الأمني المرتقب بين الجانبين، قال طارق فهمي، سيكون لها تأثير مباشر، مستبعدا ألا يوقع الرئيس السوري، أحمد الشرع على الاتفاقية، لأنها تتعلق بالجانب الأمني وغير متعلقة بالسلام، بمعنى استمرار العمل باتفاق فض الاشتباك عام 1974، فقط، دون شرط خروج إسرائيل من الجولان السوري المحتل.
