ما يقرب من نصف سكان العالم يكرهون اليهود.. هذا ما تظهره بيانات رابطة مكافحة التشهير، المنظمة اليهودية المعنية بالحقوق المدنية التي أجرت أوسع استطلاع للرأي العام العالمي حول ذلك الموضوع بين شهري يوليو ونوفمبر 2024، وذلك بالتعاون مع بعض الشركات الدولية، الأمر الذي يثير الرعب في الشارع الإسرائيلي من تغير نظرة العالم للطائفة الدينية التي استغلت ما تعرضت له من اضطهادٍ في الماضي لفرض دولتهم المزعومة على الأراضي الفلسطينية.
تصاعد معاداة إسرائيل
شمل استطلاع الرأي أكثر من 58 ألف شخص بالغ من 103 دولة ومنطقة، وهو ما يمثل 94% من سكان العالم البالغين، وتقول صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية إن نسبة الأشخاص الذين يحملون معتقدات معادية لإسرائيل ارتفعت في جميع أنحاء العالم بشكلٍ كبير من 26% في عام 2014 إلى 46% بحلول 2024.
ويعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مكافحة التشهير»، جوناثان جرينبلات، أن معاداة السامية ليست أقل من «حالة طوارئ عالمية» يلزمها المزيد من التكتيم على منصات التواصل الاجتماعي وضمانات كافية لكبت الحريات التي تسمح بمهاجمة إسرائيل، مشيرًا إلى أن نسبة 87% من المشاركين لا يريدون لبلادهم أن تقاطع المنتجات والشركات الإسرائيلية، في حين يعتقد أكثر من سبعة من كل عشرة مشاركين أن بلادهم ينبغي لها أن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وأنها سوف ترحب بالسياح الإسرائيلي، الأمر الذي يعكس تأثير سياسة الضغط الاقتصادي التي تفرضها دولة الاحتلال.
سيناتور أمريكي يعلق على مقترح ترامب
يأتي تصاعد ردود الأفعال المناهضة لإسرائيل بالتزامن مع سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من تهجيرٍ قسري وفرض حصار اقتصادي مع منع دخول المساعدات الإنسانية وغيرها من جرائم الحرب التي أدين بها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، وذلك في نوفمبر الماضي.
ولعل أبرز المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا في قطاع غزة، هي مجزرة مستشفى المعمداني التي خلّفت أكثر من 500 شهيد معظمهم من النساء والأطفال الذين لجؤوا إلى المستشفى بعد أن تلقوا تهديدات بقصف المربعات السكنية في محيطه، وقبل 3 أيام من المجزرة وتحديدًا في 14 أكتوبر 2024، أطلقت قوات الاحتلال قذيفتين على مبنى العيادات الخارجية ومركز تشخيص السرطان بمستشفى المعمداني.
وفي 31 أكتوبر الماضي وقعت مجزرة في مخيم جباليا الواقع داخل مربع سكني بمحاذاة المستشفى الإندونيسي شمال شرق مدينة غزة، ونتج عنها استشهاد وإصابة حوالي 400 فلسطيني معظمهم من الأطفال، وفقًا لما أعلنت عنه وزارة الصحة في القطاع.
