“الجيش الجزائري يستعرض قوته قرب الحدود الليبية: رسالة ردع أم تمرين روتيني؟”

20

الجزائر – سكاي نيوز عربية

في مشهد ميداني لافت، نفذ الجيش الجزائري مناورات بالذخيرة الحية تحاكي سيناريوهات قتال حقيقي، في المنطقة العسكرية الحدودية مع ليبيا، بإشراف مباشر من الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي.
المناورات تزامنت مع تصديق الحكومة على مشروع قانون التعبئة العامة، مما أثار تساؤلات حول أبعادها السياسية والعسكرية في ظل توترات إقليمية متصاعدة.

دفاع هجومي؟

الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، نبيل كحلوش، أوضح في تصريحات لسكاي نيوز عربية أن العقيدة العسكرية الجزائرية طالما كانت دفاعية، لكن تطورات السنوات الأخيرة دفعت القيادة إلى تبني “أساليب هجومية ضمن إطار دفاعي”، مستشهدًا باستخدام الطيران العمودي والدبابات في المناورات الأخيرة التي تحاكي فك حصار عن منشأة حيوية.

الخطر من الشرق

وبحسب كحلوش، فإن اختيار منطقة عين أميناس لم يكن عبثيًا، حيث سبق أن شهدت في 2013 هجومًا إرهابيًا استهدف منشأة نفطية، أسفر عن مقتل 38 رهينة.
ويُعتبر هذا التمرين، بحسب وصفه، محاكاة واقعية لهجوم محتمل من الشرق، وسط حالة انهيار مؤسساتي تشهده ليبيا، وتزايد نشاط المرتزقة المدعومين خارجيًا.

ليست موجهة ضد أحد

في رده على ما يُثار من كون المناورات تحمل رسائل سياسية لدول الجوار، شدد كحلوش على أنها جزء من “السنة القتالية التحضيرية”، مؤكدًا أن هذه التمارين تُبرمج سنويًا ضمن خطط واضحة، وأن الحدود هي المكان الطبيعي لتنفيذها، لا العاصمة أو المناطق الآهلة.

اقتصاد وأمن

ربط الباحث بين هذه المناورات والمشروع الاستراتيجي الجزائري لمد أنبوب غاز يربط نيجيريا بالجزائر عبر النيجر، معتبرًا أن الجزائر تتعرض لـ”محاولات قص استراتيجي” في عمقها الإفريقي، وأن الاستعداد العسكري هو ضمان الردع الوحيد.

جاهزية مستمرة

“العالم لم يعد يعترف إلا بالقوة”، هكذا ختم كحلوش حديثه، داعيًا إلى قراءة عقلانية للمشهد، ومؤكدًا أن المناورات لا تعكس تهديدًا مباشرًا، بل التزامًا بالتأهب في وجه المتغيرات الإقليمية والدولية.