الصراع الإيراني – الإسرائيلي في يومه الرابع، الذي يشهد تصعيدًا خطيرًا، وتدخلًا محتملاً من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، الصين، وباكستان.
1. تصعيد غير مسبوق
الضربات الإيرانية الأخيرة على تل أبيب كانت مختلفة هذه المرة؛ لم تكن “صواريخ كرتونية”، بل هجمات قوية قلبت قواعد الاشتباك التي كانت معروفة منذ سنوات. إيران غيّرت أسلوبها، وضربت أهدافًا عسكرية واستراتيجية داخل إسرائيل. في المقابل، إسرائيل شنت غارات استهدفت مطارات ومفاعلات نووية داخل إيران مثل “نطنز”، وتم تحذير السكان من مغادرة المناطق المحيطة.
2. موقف ترامب ودور الولايات المتحدة
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صرّح مؤخرًا أن إسرائيل أبلغته مسبقًا بالضربات، وأعطاها الضوء الأخضر. لكنه في الوقت نفسه أكد أنه لا يرغب في حرب شاملة، بل يريد دفع الطرفين نحو صفقة. ترامب قالها صراحة: “اجلسوا وتفاوضوا، كما فعلت مع الهند وباكستان”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لن تضع “جنودًا على الأرض” وأن الحل الدبلوماسي أفضل.
3. دخول باكستان والصين على الخط
في تطور خطير، باكستان عرضت على إيران حماية أجوائها، وهذا يشير إلى بداية تحالفات جديدة قد تُقيد حرية إسرائيل في الهجمات الجوية داخل إيران. الصين أيضًا فتحت جسرًا جويًا عسكريًا لدعم إيران بأنظمة دفاع جوي وصواريخ. وهذا يضع واشنطن في موقف حرج، خاصة إذا ما قررت روسيا هي الأخرى الدخول بثقلها.
4. الدمار في الجانبين
القصف الإيراني الأخير أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلًا و400 مصاب داخل إسرائيل، بالإضافة إلى دمار واسع في مرفأ حيفا. في المقابل، إيران فقدت 104 عسكريين بينهم قادة كبار، وتعرضت منشآت استراتيجية لديها لضربات عنيفة.
5. توازنات إقليمية دقيقة
الوضع الآن مرشح للتفاقم. إسرائيل قد تُفاجئ بضربة أكبر، وقد تُستخدم الأجواء الأردنية أو السورية لشن هجمات جديدة. الأردن أسقط طائرات مسيّرة كانت تعبر مجاله الجوي، ما يشير إلى موقف أردني واضح بعدم السماح باستخدام أراضيه لتوسيع النزاع.
6. تصريحات ترامب على منصة “ترو سوشيال”
ترامب أكد أن على إيران أن تعود لطاولة المفاوضات، وإلا ستكون العواقب وخيمة. وأشار إلى أن إسرائيل تملك معدات فتاكة أمريكية، وأنه منح طهران “فرصة بعد فرصة”، لكن “الوقت ينفد”.
كما ذكر أن الحرب لا يمكن حسمها من الجو فقط، وإيران قادرة على إلحاق دمار كبير بإسرائيل إذا تم إطلاق آلاف الصواريخ في هجوم واحد. وأكد أن أي تصعيد جديد سيسبب دمارًا لا يمكن السيطرة عليه.
7. خطر إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب
هناك أحاديث عن احتمال إغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيؤثر على سوق الطاقة العالمية. كما أن الذراع العسكري لإيران في اليمن (الحوثيون) قد يسعون لإغلاق باب المندب. وفي هذه الحالة، قد يتوقف الملاحة في قناة السويس تمامًا، وهو ما يهدد الاقتصاد العالمي، ويرفع أسعار النفط إلى مستويات خطيرة.
8. موقف مصر ودول الخليج
مصر حتى الآن تؤمّن نفسها وتراقب الوضع، خاصة في ظل تحركات مشبوهة من بعض القوى الإقليمية، مثل الجزائر، التي تدعم البوليساريو وتضغط عبر تونس وليبيا. مصر تنظر إلى هذه التحركات بعين الحذر، وتضع في اعتبارها التحديات القادمة، سواء في الشمال الإفريقي أو شرق المتوسط.
أما دول الخليج، فقد بدأت نقل تكنولوجيا عسكرية ومدنية إلى الداخل الخليجي، من خلال شراكات مع أمريكا وشركات كبرى مثل “لوكهيد مارتن”، وهي خطوات في طريق تعزيز القوة الذاتية.
نهاية كلامى
الصراع بين إيران وإسرائيل دخل منعطفًا خطيرًا.
قوى كبرى بدأت تتدخل، والوضع قد يخرج عن السيطرة.
ترامب يضغط لتوقيع “صفقة” جديدة، ولا يريد حربًا شاملة.
التوازنات الإقليمية تتغير، ومصر تراقب وتُعيد التموضع.
الحل السياسي لا يزال ممكنًا، ولكن النافذة تضيق بسرعة.
نلقاكم قريبًا في حلقة جديدة من “طريق المعرفة” للرد على تعليقاتكم وأسئلتكم. تابعونا على كل المنصات، ولا تنسوا الاشتراك والمشاركة.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رتبط الحلقة :