في تصعيد أمريكي غير مسبوق، يناقش صناع القرار في واشنطن إمكانية تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في مقاربة الولايات المتحدة للنزاع في الصحراء الغربية.
تأتي هذه الدعوة بعد تصاعد المؤشرات على تورط الجبهة في أنشطة مسلحة تهدد الأمن الإقليمي، وتعاونها مع أطراف مصنفة كإرهابية مثل حزب الله والحرس الثوري الإيراني. كما تشير تقارير حقوقية إلى استخدام المخيمات التي تُسيطر عليها الجبهة في تندوف لأغراض تجنيد سياسي وتلقين أيديولوجي، وهو ما دفع نوابًا أمريكيين إلى المطالبة بإعادة تقييم وضع الجبهة.
يُذكر أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب كانت قد اعترفت في ديسمبر 2020 بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ما اعتبر وقتها تحولًا مفصليًا في الموقف الأمريكي من النزاع. واليوم، تأتي هذه الدعوة لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية استكمالًا لهذا التحول، وخصوصًا في ظل تعاظم التهديدات المشتركة في منطقة الساحل، وامتداد النفوذ الروسي والإيراني.
المغرب، الحليف الرئيسي من خارج الناتو للولايات المتحدة، يواصل أداءه كشريك استراتيجي في محاربة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، واحتضان المناورات العسكرية مثل “الأسد الأفريقي”.
وفي خضم هذه المتغيرات، فإن قرار تصنيف البوليساريو – إن تم – لن يكون مجرد إجراء قانوني، بل خطوة سياسية جريئة من شأنها أن تُعيد رسم توازن القوى في شمال إفريقيا.
رابط الحلقة:
د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن
رابط الصفحة :
https://www.facebook.com/Dr.MacSharkaw