الأمم المتحدة تدعو إلى وقف “القتل العشوائي” في الجنينة

38

دعت الأمم المتحدة إلى “تحرك فوري” إلى وضع حد لعمليات القتل التي تستهدف أشخاصاً فارين من الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، على أيدي “ميليشيات” تؤازرها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في بيان اليوم السبت، “نشعر بقلق بالغ من استمرار عمليات القتل العشوائي هذه وندعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لها”.

وتابع البيان “يجب ضمان ممر آمن للأشخاص الفارين من الجنينة والسماح للوكالات الإنسانية بالوصول إلى المنطقة لاستعادة جثث القتلى”.

وتلقت المفوضية العليا هذه المعلومات من خلال مقابلات أجريت مع لاجئين فروا من الجنينة والمنطقة المحيطة بها إلى تشاد المجاورة. وتفيد “هذه المعلومات المتطابقة” أن رجال قبيلة المساليت مستهدفون بشكل خاص في عمليات القتل.

وقالت المفوضية العليا “من بين 16 شخصاً تمكنا من مقابلتهم حتى الآن، قال 14 شخصاً إنهم شهدوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة واستهداف مجموعات من المدنيين على الطريق بين الجنينة والحدود، سواء بإطلاق النار مباشرة على أشخاص أمروا بالاستلقاء على الأرض أو إطلاق النار على مجموعة من الناس”.

وتتعلق الشهادات بجرائم قتل وقعت يومي 15 و16 يونيو (حزيران) الجاري، وكذلك الأسبوع الماضي. وأفاد تقرير للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع أن 1100 شخص قتلوا في مدينة الجنينة وحدها.

وقالت المفوضية “نفهم أن أعمال القتل وأعمال العنف الأخرى مستمرة ويصاحبها خطاب كراهية مستمر ضد مجتمع المساليت، بما في ذلك دعوات إلى قتلهم وطردهم من السودان”.

ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان قادة قوات الدعم السريع إلى “الإدانة الفورية والصريحة لقتل الأشخاص الفارين من الجنينة ووقف أعمال العنف الأخرى وخطاب الكراهية ضدهم على أساس انتمائهم العرقي”.

وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن أعمال القتل وأعمال العنف الأخرى، لافتة الانتباه إلى أن الجنينة صارت غير صالحة للعيش بعد تدمير مرافق البنية التحتية الأساسية في حين ما زال إيصال المساعدات الإنسانية متعذراً.

ودعت المفوضية إلى المبادرة “على الفور لإنشاء ممر إنساني بين تشاد والجنينة، وممر آمن للمدنيين إلى خارج المناطق المتضررة من المعارك”.

واندلعت الاشتباكات في 15 أبريل (نيسان) الماضي بالسودان، وهو من أفقر دول العالم، بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

ويشهد إقليم دارفور كثافة في أعمال العنف بعد أن كان مسرحاً للفظائع في العقد الأول من القرن الـ21.

اتسع نطاق الحرب السودانية المستمرة منذ شهرين في أنحاء البلاد مع نشوب اشتباكات بين الجيش و”قوات الدعم السريع” في مناطق عدة، الجمعة. وتردد دوي الضربات الجوية ونيران الصواريخ المضادة للطائرات خلال الليل في أم درمان والخرطوم، لكن القتال اشتد أيضاً خلال الأيام القليلة الماضية في مدن إلى الغرب من العاصمة في منطقتي دارفور وكردفان الهشتين.

وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، انهارت هدنة هشة مع وقوع اشتباكات بين القوتين في مناطق سكنية.

أما الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان ومركز النقل بين الخرطوم ودارفور، اشتبكت قوات “الدعم السريع” مع شرطة الاحتياط المركزية المدججة بالسلاح. وتتمتع قوات الدعم السريع بوجود كبير في المدينة.

وقال سكان ومراقبون لحقوق الإنسان إن أشد المعارك وقعت في غرب دارفور حيث دمرت “ميليشيات” تدعمها قوات “الدعم السريع” مناطق من المدينة ودفعت السكان إلى نزوح جماعي عنها. وكانت مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور هي الأكثر تضرراً من هجمات “الميليشيات” المتكررة.

 

وقالت الولايات المتحدة، الخميس، إنها علقت المحادثات التي كانت حتى الآن منصة الحوار الوحيدة بين الجانبين، على رغم أنها لم تسفر إلا عن اتفاقات هدنة قصيرة الأجل لأهداف إنسانية لم يلتزم بها الطرفان في معظم الأحيان.

وانتهت صباح الأربعاء الماضي هدنة مدتها 72 ساعة تم الاتفاق عليها بين الطرفين بوساطة سعودية – أميركية.

وفي الأيام القليلة الماضية، اشتد القتال أيضاً بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وواحدة من أكبر مدن السودان.

واستمرت الاشتباكات، الجمعة، في جنوب نيالا، وأفاد أحد السكان بوقوع قتلى من المدنيين، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل.

ويوجد احتمال ظهور جبهة جديدة للقتال في جنوب كردفان، حيث تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال على بعض المناطق. وكان الجيش قد اتهم الحركة في وقت سابق من الأسبوع بانتهاك اتفاق هدنة قائم منذ فترة طويلة.