الحكومة السودانية تترقب شطب 45 مليار دولار من ديون البلاد

14

يتوقع السودان شطب نحو 45 مليار دولار من ديونه الخارجية في إطار مبادرات تخفيف أعباء الديون عن الدول الفقيرة في العالم.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك قوله في تصريحات صحفية بالعاصمة السودانية الخرطوم، إن السودان سيصل إلى لحظة اتخاذ القرار بشأن ضمه إلى مبادرة مساعدة الدول الفقيرة المثقلة بالديون بحلول أول يونيو/حزيران المقبل، ليبدأ بعدها تخفيف أعباء الديون عن السودان تدريجيا.

كان حمدوك يتحدث للصحفيين بعد عودته من فرنسا حيث شارك في مؤتمر دولي لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، سعت من خلاله الحكومة إلى التوصل لاتفاق مع المانحين الدوليين لتسوية ديون السودان القديمة والتي تقدر بأكثر من 60 مليار دولار.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن الإثنين الماضي، إسقاط ديون مستحقة على السودان بقيمة 5 مليارات دولار.

وقال ماكرون خلال المؤتمر الذي استضافته فرنسا لدعم الحكومة الانتقالية في السودان، إن السودان أوفى بكل الشروط اللازمة للانضمام إلى مبادرة دعم الدول المثقلة بالديون، مضيفا أن فرنسا قدمت قرضا طارئا للسودان بقيمة 1.5 مليار دولار لمساعدته في سداد التزاماته المتأخرة لصندوق النقد الدولي، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

كما أعلن عبدالله حمدوك يوم الإثنين، إعفاء كامل متأخرات مديونية السودان لكل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي، مما يفتح الباب واسعا لعودة السودان المستحقة للمجتمع الدولي، حسبما أفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا).

وأعرب حمدوك في تصريحات صحفية عقب الجلسة الخاصة لمعالجة ديون السودان عن سعادته بمخرجات مؤتمر باريس قائلا: “إن المؤتمر سمح للخرطوم بأن يقدم للعالم التغيير الذي تم وتحدياته وأولوياته وأن العالم استمع للسودان بشكل جيد”.

وأكد رئيس الوزراء السوداني أن مؤتمر باريس يشكل بداية لعلاقة راسخة ومطمئنة جدا لعودة الخرطوم للمجتمع الدولي.

700 مليون دولار من الأفريقي للتصدير
وكشف حمدوك أن البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد سيقدم للخرطومالأسبوع القادم 700 مليون دولار في تمويل لدعم قطاعي الطاقة والاتصالات.

وقال حمدوك إن هذا الوعد قُدم أثناء اجتماع مع مسؤولين بالبنك في باريس في وقت سابق هذا الأسبوع، وأوضح أن البنك وافق أيضا على شراء 22 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 للخرطوم ، قيمتها 220 مليون دولار، ليصل إجمالي التمويل إلى حوالي مليار دولار.

ومن ناحية أخرى، قالت الوكالة الحكومية للأنباء (سونا) إن حمدوك التقى في باريس مع وزير المالية السعودي محمد الجدعان وعبًر له عن “تقدير الحكومة السودانية الكبير للدعم المستمر الذي تقدمه قيادة المملكة للبلاد خلال الفترة الماضية”.

ونقلت الوكالة عن الجدعان تأكيده تعهد السعودية بالعمل المشترك مع السودن في مفاوضات معالجة ديونه مع الدول خارج نادي باريس، (الصين، الكويت، الإمارات واليابان)، وأن “الرغبة الأساسية ستظل إعفاء الدين بالكامل وليس تخفيفه.”

وقالت الوكالة إن الجدعان ناقش إمكانية فتح فروع لبنوك سعودية في الخرطوم لتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين والتحويلات المالية من السودانيين العاملين في السعودية.

وكشف وزير المالية السعودي تكوين لجنة برئاسته وبالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لاتخاذ خطوات عملية مباشرة ناحية الشركة الاستثمارية المشتركة بين البلدين والتي أُعلن عن قيمتها في وقته بـ3 مليارات دولار، طالباً من الجانب السوداني تكوين لجنة سودانية مقابلة لزيارة السعودية في أقرب فرصة للبدء بالخطوات العملية، بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين.