الرئاسة اللبنانية تفتح النار ضد سعد الحريري في بيان شديد اللهجة

29

قال مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية اليوم الأربعاء إن استمرار هروب سعد الحريري من تحمل مسؤولياته في تأليف حكومة متوازنة وميثاقية تراعي الاختصاص والكفاءة وتحقق المشاركة يشكل امعانا في انتهاك الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وينم عن رغبة واضحة ومتعمدة في تعطيل عملية تشكيل الحكومة.

وأضاف مكتب الاعلام بالرئاسة في بيان عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” :”يواصل تيار “المستقبل” بالتزامن مع الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة حملاته على رئاسة الجمهورية حينا وشخص الرئيس عون أحيانا مستعملا عبارات وتوصيفات تدل على المستوى المتدني الذي وصلت إليه أدبيات القيمين على هذا التيار، ولعل بيان أمس خير دليل على ذلك”.

وأشار إلى أنه أن الرئاسة لقد آثرت طوال أسابيع عدم الدخول في أي سجال مع “المستقبل” رغم الأضاليل والتعابير الوقحة المستعملة، افساحا في المجال امام المبادرات لمعالجة الوضع الحكومي خصوصا بعد موقف مجلس النواب تجاوبا مع رسالة الرئيس وما تلاه من تحرك قام به الرئيس بري بالتعاون مع حزب الله “.

ولفت إلى أن “الإدعاء دائما بأن رئيس الجمهورية يحاول من خلال مواقفه الانقضاض على اتفاق الطائف ومفاعيله الدستورية هو قمة الكذب والإفتراء وخداع الرأي العام لأن رئيس الجمهورية استند في كل مواقفه وخياراته الى الدستور وطبقه نصا وروحا، والى وثيقة الوفاق الوطني بكل مندرجاتها”.

وأكد أنّ من يضرب اتفاق “الطائف” هو من يعمل على ضرب الدستور والتلاعب على نصوص واضحة فيه، لافتا إلى أن الرئيس المكلف يصر على محاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية وحقه الطبيعي في احترام الدستور من خلال اللجوء الى ممارسات تضرب الاعراف والأصول، وابتداع قواعد جديدة في تشكيل الحكومة منتهكا صراحة التوازن الوطني الذي قام عليه لبنان.

مخالفات وتجاوزات

وأوضح أنّ الرئيس المكلّف، يلقي على رئيس الجمهورية تبعات ما يقوم به هو من مخالفات وتجاوزات تتنافى والحرص الواجب توافره في اطار التعاون بين اركان الدولة لما فيه مصلحة لبنان العليا، والثقة الواجب توفيرها لاي حكومة في اطار التشكيل”.

وكشف عن أن الرئيس المكلف وتياره يتعمد تحميل عهد الرئيس عون مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني ان ما ورثه العهد من اوضاع وديون هو “ثمرة” ممارسات فريق الرئيس المكلف وسوء ادارة شؤون الدولة منذ ما بعد الطائف حتى اليوم”.

من جهته عبر البطريرك الماروني اللبناني الكاردينال بشارة بطرس الراعي اليوم الأربعاء عن استيائه من عجز كبار السياسيين في بلاده عن الاتفاق على تشكيل الحكومة بينما تغرق البلاد أكثر في انهيار مالي.

وقال الراعي بعد لقائه بالرئيس ميشال عون “ما عندنا رغيف.. ما عندنا دواء.. ما عندنا محروقات.. لم يبق عندنا شيء. ماذا تنتظرون؟”

وهناك خلافات بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس عون بشأن المناصب الوزارية منذ أكتوبر تشرين الأول مما حال دون تشكيل حكومة جديدة يحتاج إليها لبنان بشدة لبدء تنفيذ إصلاحات والحصول على مساعدات أجنبية.

ولبنان دون حكومة منذ استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب بعد انفجار شحنة مواد كيماوية في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب ومقتل المئات. وتعمل حكومة دياب حاليا على أساس تسيير الأعمال.

وضاعت أي بارقة أمل في تحقيق انفراجة بعد زيارة الراعي للقصر الرئاسي اليوم الأربعاء بعد أن أصدر كل من الحريري وعون بيانين تبادلا فيهما الانتقادات.

واتهم عون الحريري بمحاولة التعدي على صلاحياته بينما قال الحريري إن الرئيس متأثر بنفوذ صهره السياسي المسيحي جبران باسيل.

وقال البطريرك الراعي إن البلاد بحاجة إلى إنقاذ وليس حربا كلامية وأضاف “احترموا بعضكم أيضا.. الإهانات لا تعمل شيئا. الإهانات تعكر الأمور والإهانات ليست ثقافة ولا حضارة”.

وجاءت تصريحات الراعي قبل زيارة للفاتيكان للقاء البابا فرنسيس في الأول من يوليو تموز.

وسيلتقي البابا، الذي وعد بزيارة لبنان إذا اتفق السياسيون فيه على تشكيل حكومة جديدة، بزعماء الطوائف المسيحية اللبنانية لمناقشة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في بلادهم.