الرئيس الإسرائيلي أمام الكونجرس في محاولة للتهدأة مع الإدارة الأمريكية

44

يلقي الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج كلمة أمام الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء في إطار زيارة تهدف إلى طمأنة الولايات المتحدة بأن الديمقراطية في إسرائيل لا تزال قوية على الرغم من محاولات الحكومة إجراء تعديلات في النظام القضائي.

اجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع هرتسوج يوم الثلاثاء، وأكد على العلاقات الوثيقة بين البلدين على الرغم من التوتر بين واشنطن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ومنصب الرئيس في إسرائيل شرفي إلى حد كبير.

وقال هرتسوج للصحفيين في البيت الأبيض بعد الاجتماع مع بايدن “الديمقراطية الإسرائيلية قوية ومتينة وعلينا بالتأكيد أن ننظر إلى الجدل الراهن في إسرائيل بكافة أوجهه على أنه تقدير لقوة الديمقراطية الإسرائيلية”.

وسار هرتسوج على درب والده، حاييم هرتسوج، الذي كان رئيسا لإسرائيل في 1987 وحظي بنفس الفرصة النادرة لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ بالكونجرس الأمريكي، وهي واحدة من أعلى علامات التقدير التي تمنحها واشنطن لكبار الشخصيات من الأجانب.

وقدم قادة في الكونجرس الدعوة لهرتسوج في العام الماضي بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس إسرائيل.

لكن إلقاء الكلمة لا يخلو من الجدل.

فالعلاقات بين البلدين متوترة بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وما ترى واشنطن أنه تضاؤل مطرد لاحتمالات حل الدولتين في العلاقات مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى التعديلات القضائية التي يصفها معارضوها بأنها مناهضة للديمقراطية وتسببت في اشتعال احتجاجات في شوارع إسرائيل على مدى أشهر.

وقال بعض النواب من الديمقراطيين في الكونجرس إنهم سيقاطعون كلمة هرتسوج.

وكتبت النائبة رشيدة طليب، وهي فلسطينية أمريكية، على تويتر أنها لن تحضر. وقالت “أحث جميع أعضاء الكونجرس الذين يدافعون عن حقوق الإنسان للجميع على الانضمام إلي”. وأرفقت مع تغريدتها صورة لها وهي واقفة على درجات سلم مبنى الكونجرس وتحمل لافتة كُتب عليها “قاطعوا الفصل العنصري”.

كما يعتزم النواب إلهان عمر وجمال بومان وألكساندريا أوكاسيو كورتيز عدم الحضور.

وأضافت “تأتي كلمة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج نيابة عن أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، في وقت تتعهد فيه الحكومة علانية بتحطيم آمال الفلسطينيين في إقامة دولة، لتدق مسمارا في نعش السلام وحل الدولتين من الأساس”.

غياب أعضاء بالكونجرس عن كلمات قادة أجانب ليس أمرا غريبا. فقد تخلف العديد منهم عن حضور كلمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمام الكونجرس في يونيو حزيران، مشيرين إلى قضايا من بينها مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

كما تخلف أكثر من 50 ديمقراطيا عن حضور كلمة نتنياهو التي ألقاها أمام الكونجرس في 2015 والتي كان ينظر إليها على أنها ترحيب من الجمهوريين في الكونجرس ورفض لسياسة الرئيس الديمقراطي آنذاك باراك أوباما تجاه إيران. ولم يحضر بايدن، الذي كان نائب الرئيس في ذلك الوقت وبالتالي رئيس مجلس الشيوخ.

التقى بايدن وهرتسوج آخر مرة في البيت الأبيض في أكتوبر تشرين الأول. وعاد نتنياهو إلى السلطة مجددا في ديسمبر كانون الأول.

ودعا بايدن نتنياهو يوم الاثنين لزيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام.

وكان بايدن قد أرجأ الدعوة بسبب مخاوف متعلقة بالمستوطنات اليهودية والتعديلات القضائية المزمعة. ويحتج الإسرائيليون على الخطة منذ شهور، وكان أحدث مظاهر الاحتجاج يوم الثلاثاء.