السلطات السورية الجديدة تنتشر في جرمانا قرب دمشق غداة اشتباكات وتهديدات إسرائيلية بدخولها
نشرت السلطات السورية الجديدة قوات أمنية في ضاحية جرمانا قرب دمشق، الأحد، عقب اشتباكات مع مسلحين دروز أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وتتزامن هذه التحركات مع تهديد إسرائيلي بالتدخل لحماية أبناء الأقلية الدرزية في حال تعرضهم لأي اعتداء.
شهدت ضاحية جرمانا قرب دمشق، الأحد، انتشارا لعناصر أمن يتبعون للسلطات السورية الجديدة، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، وذلك إثر توتر واشتباكات دارت بين هذه القوات ومسلحين محليين دروز، ما دفع إسرائيل إلى التهديد بالتدخل دفاعا عن أبناء هذه الأقلية.
شاهدوا البث المباشر على قناة ماك شرقاوي شو
وبدأت الأحداث مساء الجمعة، عندما قتل عنصر من قوات الأمن وأصيب آخر بنيران مسلحين عند نقطة تفتيش، في حادثة وقعت عقب مشاجرة بين الجانبين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفادت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك أن “معسكر أبو شوك للنازحين شهد اليوم قصفا مدفعيا ثقيلا استهدف المعسكر وسوق نيفاشا من قوات الدعم السريع بمدفعية بعيدة المدى”.
وأوضح مدير أمن محافظة ريف دمشق، المقدم حسان طحان، في تصريح أوردته سانا، أن “قواتنا بدأت بالانتشار داخل جرمانا”، مشيرا إلى أنها ستضع حدا لـ”الفوضى” والحواجز غير الشرعية التي تقيمها مجموعات “خارجة عن القانون” تمارس الخطف والقتل والسطو المسلح.
وأكد المرصد أن الاشتباكات تسببت، السبت، في مقتل شخص آخر وإصابة تسعة آخرين. وتضم هذه الضاحية الواقعة جنوبي شرق العاصمة السورية غالبية من الدروز والمسيحيين، إلى جانب عائلات نزحت خلال سنوات النزاع المندلع منذ نيسان/أبريل 2011.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، السبت، أن جيشه تلقى أوامر بالتأهب، وأرسل “تحذيرا صارما” للنظام السوري في حال استهدافه أبناء الطائفة الدرزية.
ومع أن نحو 150 ألف درزي يعيشون في إسرائيل، ويحمل معظمهم جنسيتها، فإن 23 ألفا آخرين يقطنون في الجزء المحتل من هضبة الجولان، متمسكين بالهوية السورية.
وقال أحد سكان جرمانا، عيسى عبد الحق (53 عاما)، لوكالة الأنباء الفرنسية: “لتقل إسرائيل ما تريد، نحن جزء من سوريا (…) إنهم يتحدثون إلى أنفسهم فقط”، فيما رأى صلاح عبد الرزاق العميد (56 عاما) أن التصريحات الإسرائيلية “تحريضية ومتهورة”، وتهدف إلى “استقطاب فئات من الشعب”.
وأصدر مشايخ جرمانا، ليل السبت، بيانا أعلنوا فيه “رفع الغطاء” عن جميع المخالفين والخارجين عن القانون، ملوحين بتسليم كل من تثبت مسؤوليته إلى الجهات المختصة.
من جهته، تعهد المقدم طحان، الأحد، بملاحقة “المتورطين” وتقديمهم إلى القضاء، مؤكدا عدم السماح ببقاء أي بقعة جغرافية سورية خارج سيطرة مؤسسات الدولة.
يذكر أن اشتباكات وحوادث إطلاق نار تشهدها بعض المناطق منذ وصول السلطة الجديدة إلى دمشق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، إذ يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بتنفيذ هذه العمليات.
وتصرح السلطات بأنها تستهدف بعملياتها “فلول النظام” السابق، وسط تقارير تتحدث عن انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف تصفها المصادر الرسمية بـ”حوادث فردية”.
وشهدت مدن سورية عدة، منها دمشق والسويداء ذات الغالبية الدرزية، تظاهرات الثلاثاء رفضت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي أكد أن بلاده لن تسمح بانتشار قوات الإدارة الجديدة جنوب دمشق. وجاء هذا الموقف عقب التوتر بين السلطات السورية الجديدة ومسلحين دروز في محيط العاصمة.