النساء هن الاكثر طلباً للاستشارات النفسية
كشفت إحصائية للمركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية عن أن النساء هن الأكثر طلبًا للاستشارات النفسية عبر الاتصالات، سواء تلك التي تخصهن أو التي تخص ذويهن، وأوضحت الإحصائية أن نسبة الذكور الذين طلبوا الاستشارة النفسية لأنفسهم بلغت 39.85%، مقابل نسبة وصلت إلى 60.42% بالنسبة إلى الإناث، أما على مستوى طلب الاستشارة النفسية لذويهم، فقد بلغت النسبة لدى الذكور 47.36%، فيما وصلت عند الإناث إلى 52.36%.
وقالت الأخصائية النفسية د. رانيا أبو خديجة إنه وُجد أن النساء يعانين الأمراض النفسية والعقلية بنسب أكثر من الرجال، وذلك وفقًا لباحثين من عدة مؤسسات بارزة في الولايات المتحدة، ومن خلال دراسة نُشرت في ديسمبر 2014 في أرشيف صحة المرأة العقلية، حيث قام باحثون من خمس مؤسسات أمريكية بفرض الاحتمالات بأن النساء في فترة ما بعد الإنجاب يعانين بعض الحالات الصحية والنفسية والعقلية بنسب كبيرة جدًّا.
وأضافت: تعاني النساء عدة مخاطر لأشكال معينة من الأمراض النفسية والعقلية؛ نتيجة لتقلبات الهرمونات المرتبطة بفترة الحيض الشهرية، والحمل والولادة وانقطاع الطمث، وأثبتت الدراسات أن المرأة تكون أكثر عرضة للاضطرابات النفسية في مرحلة المراهقة فما بعدها، كما بيَّنت معظم الدراسات أن النساء يحتجن إلى الرعاية النفسية في شتى المراحل العمرية، لكن المرأة تصيبها حالات من الاكتئاب الحاد، وبعض الأمراض التي تصيب الإناث فقط، والتي تسمى «اكتئاب ما بعد الولادة» و«الذهان التالي للوضع»، ومع ذلك فمن المهم ملاحظة أن كثيرًا من الأمراض النفسية لدى المرأة لها أساس بيئي، فعلى سبيل المثال، قد تتعرض الكثير من النساء إلى الاعتداء الجنسي، وهو أحد أكثر مصادر اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة، أو اضطراب ما بعد الصدمة.
واستطردت: كما أن هناك العديد من النساء يعشن في ظروف غير ملائمة اجتماعيًّا واقتصاديًّا، وهذا يؤثر فيهن بشكل كبير، بالإضافة إلى تحملهن الكثير من الإجهاد وتبعات العلاقات الشخصية التي تسبب الإرهاق الشديد للمرأة.
وقالت: إن سبب عدم رجوع الرجال إلى العيادة النفسية، أو طلب الاستشارة، هو أن الكثير من الرجال، في شتى أنحاء العالم وبخاصة في العالم العربي، قد لا يملكون الشجاعة الكافية للتعبير عن مشاعرهم مقارنة بالنساء، أو أنهم لا يستطيعون التعبير عن مشكلاتهم النفسية ومشاعرهم الكامنة بشكل صحيح، أو أنهم يخجلون من طلب المساعدة أو طلب العلاج النفسي والذهاب إلى العيادات النفسية، وذلك لأسباب كثيرة أهمها أن التركيب البيولوجي والعقلي للرجل يجعله يثق بقدراته النفسية والعقلانية، ويجعله معتمدًا على ذاته، ورافضًا طلب المساعدة في كثير من الأحيان.