الولايات المتحدة تبحث إجراء تدريبات عسكرية لضرب إيران مع السلطات الإسرائيلية
أفاد مسئول أمريكي كبير بأن قادة الدفاع في الولايات المتحدة وإسرائيل يبحثون إجراء تدريبات عسكرية تحضيرا لسيناريو تدمير المنشآت النووية الإيرانية المحتمل في حال أخفقت الدبلوماسية أو إذا طلبها زعماء البلدين.
وقال المسؤول لـ رويترز، مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن المحادثات المقررة في الولايات المتحدة مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس تأتي في أعقاب إفادة قدمها القادة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان بشأن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم تمكن إيران من صنع سلاح نووي.
وتنفي إيران السعي إلى صنع أسلحة نووية إذ تقول إنها تريد أن تبرع في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.
وتؤكد الاستعدادات الأمريكية الإسرائيلية، التي لم ترد تقارير بشأنها من قبل، قلق الغرب إزاء المحادثات النووية العسيرة مع إيران والتي أمل الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن تحيي اتفاق 2015 النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب.
لكن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين عبروا عن استيائهم بعد محادثات الأسبوع الماضي بسبب مطالب هائلة لحكومة إيران الجديدة المتشددة، ما زاد شكوك الغرب في أن إيران تسعى لكسب الوقت فيما تطور برنامجها النووي.
وأحجم المسؤول الأمريكي عن كشف تفاصيل عن التدريبات العسكرية المحتملة، وقال ”نحن في هذا المأزق لأن برنامج إيران النووي يتطور إلى نقطة تجاوزت أي أساس منطقي معهود“، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود أمل في المباحثات.
ولم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن ولا البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على طلبات للتعقيب، فيما قال مسؤول الاتحاد الأوروبي الذي يرأس المحادثات إنها ستستأنف اليوم الخميس، ويعتزم مبعوث الولايات المتحدة الخاص الانضمام إليها في مطلع الأسبوع.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي إن إيران بدأت عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 20 % بواسطة مجموعة واحدة من 166 جهاز آي.آر-6 متطور في مفاعل فوردو، المشيد داخل جبل، ما يجعل مهاجمته أمرا صعبا.
يذكر أن اتفاق 2015 النووي رفع العقوبات عن إيران لكنه أيضاً فرض حدودا صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم بما يطيل الوقت اللازم لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، وإذا اختارت فعل ذلك، فقد تحتاج فقط إلى شهرين أو ثلاثة أشهر تقريبا. ويقول معظم الخبراء النوويين إن تلك المدة باتت أقل بكثير الآن.
ومما يؤكد تآكل الاتفاق أنه لا يسمح لإيران على الإطلاق بتخصيب اليورانيوم في فوردو، ناهيك عن استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في ذلك.
ومع تعرض المنافع التي يعود بها الاتفاق النووي لخطر كبير الآن، يقول بعض المسؤولين الغربيين إنه لم يتبق إلا وقت قصير قبل أن يتضرر أساس الاتفاق إلى درجة لا يمكن معها إصلاحه.
وينتاب القلق المسؤولين الأمريكيين منذ وقت طويل إزاء قدرة الولايات المتحدة على تحديد مكان أجزاء برنامج التسلح النووي الإيراني المتناثرة وتدميرها عند إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة.