بكين تدعو واشنطن إلى “وقف الاستفزاز”

13

بكين تدعو واشنطن إلى “وقف الاستفزاز”
دعت وزارة الدفاع الصينية أمريكا اليوم الخميس إلى “الإقرار بالوضع، والتوقف عن أعمال الاستفزاز”، وذلك بعدما دخلت مدمرة الصواريخ “يو إس إس كورتيس ويلبر” الأمريكية، المياه الصينية حول جزر باراسيل.

وبحسب وكالة بلومبرج للأنباء، أفاد البيان أيضا بأن الصين دعت الولايات المتحدة إلى الإحجام عن “خلق عواقب أو متاعب للدولتين والجيشين”.

ويؤكد البيان أن الجيش الصيني سوف يتخذ “جميع الإجراءات الضرورية” للرد على “التهديدات والاستفزازات”.

يقول دبلوماسيون غربيون إن الموقف الأمريكي المنفرد في الأمم المتحدة فيما يتعلق بالجهود المبذولة لإنهاء العنف في الشرق الأوسط بين قوات الاحتلال الإسرائيلى وحركة «حماس» في قطاع غزة وفى الأراضي المحتلة فتح الباب أمام الصين لإبراز مهاراتها القيادية بعد بضعة أشهر من إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن أن «أمريكا عادت».

فخلال الأسبوع الأخير، عارضت الولايات المتحدة 4 مرات إصدار بيان عن مجلس الأمن الدولى المؤلف من 15 عضوًا بخصوص القتال بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في غزة، ما دفع وزير الخارجية الصينية وانج يى إلى اتهام واشنطن علنًا بـ«العرقلة»، فيما قال وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن: لو أن إجراء الأمم المتحدة «سيعزز حقا الهدف بشكل فعّال لأيدناه».

وقال ريتشارد جوان، مدير قسم الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، إن «موقف الولايات المتحدة هدية للصين بصراحة»، وأضاف: «الولايات المتحدة تحاول الضغط على الصين لدعم تحرك الأمم المتحدة بخصوص مواقف مثل ميانمار، وتأتى واشنطن الآن وتمنع مجلس الأمن من التحدث بخصوص الشرق الأوسط، هذا أمر يضر بسمعة فريق بايدن في الأمم المتحدة ويجعل الصين تبدو كأنها القوة التي تتسم بالمسؤولية».

قبل أسبوع، أثارت دول غربية وجماعات حقوقية غضب بكين بعقدها فعالية في الأمم المتحدة تناولت اتهامات للسلطات الصينية بقمع أقلية الإيجور المسلمة في إقليم شينجيانج، فيما نفت الصين هذه الاتهامات. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لم يذكر اسمه، إن الحكومة الصينية «لا تهتم بإسرائيل ولا بغزة»، وأضاف: «إنها تبحث عن كل فرصة لصرف الانتباه عن عمليات الإبادة الجماعية بحق الإيجور في شينجيانج.. الولايات المتحدة هي التي تضطلع بجهود دبلوماسية مكثفة مع الإسرائيليين والفلسطينيين وزعماء إقليميين آخرين لإنهاء العنف».

وردت بعثة الصين للأمم المتحدة قائلة إن التصريحات الأمريكية «خاطئة وتهدف لصرف الانتباه». ونقلت وكالة «رويترز» عن متحدث صينى قوله إن «الصراع في غزة مستمر، وأعداد القتلى المدنيين تزيد مع كل يوم يمر، وأمام حقيقة كتلك، سيدعو كل صاحب ضمير حى لوقف القتال».

تسعى بكين لتعزيز نفوذ عالمى أكبر في الأمم المتحدة، في تحدٍّ للقيادة الأمريكية التقليدية، واستعرضت نفوذها على الساحة العالمية في وقت انسحب فيه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب من منظمات دولية واتفاقيات للتركيز على سياسات «أمريكا أولًا». ومنذ توليه الرئاسة في يناير الماضى، شدد بايدن على أهمية عودة الولايات المتحدة للعمل مع المنظمة الدولية التي تضم 193 دولة للوقوف في وجه الصين، لكن دبلوماسيين غربيين يقولون إن اعتراض الولايات المتحدة على بيان مجلس الأمن بخصوص إسرائيل وغزة- والذى صاغته الصين وتونس والنرويج- ترك الكثير من الدول في حالة إحباط. وقال دبلوماسى ثان في مجلس الأمن الدولى، مشترطًا عدم نشر اسمه، من «الواضح أن الصين ترغب في الاستفادة من عزلة الولايات المتحدة بسبب غزة وتضع نفسها في وضع قيادة غير متعادٍ بخصوص القضايا الفلسطينية».

وقال متحدث باسم بعثة الصين لدى الأمم المتحدة: إن «معظم أعضاء مجلس الأمن يأملون في أن يروا المجلس يلعب دورًا في دعم وقف إطلاق النار وإنهاء العنف، ويجب أن تفى الصين بمسؤوليتها بصفتها رئيسًا للمجلس».

وفى الآونة الأخيرة، كان للصين موقف مغاير فيما يتعلق بعمل مجلس الأمن، عندما أبدت مع روسيا قلقًا من دخول المجلس في الصراع بإقليم تيجراى الإثيوبى، وبعد عدة مناقشات خاصة، اعترضت الولايات المتحدة على صمت المجلس، ووافقت في النهاية على إصدار بيان.. وتتركز تحركات بايدن فيما يتصل بالسياسة الخارجية إلى حد بعيد حتى الآن على الصين وروسيا وإيران، لكنه مضطر حاليا إلى التركيز على الصراع في الشرق الأوسط.

وقال دبلوماسى آسيوى كبير، تحدث بشرط عدم كشف هويته: «الصين تلعب بشكل جيد، يتخذون وضع اللاعب البارز في الشرق الأوسط، يخدمهم في ذلك تقلص مساحة مشاركة آخرين».

وقد سعت بكين لكسب صداقة الجميع في الشرق الأوسط، لكن كان عليها أن تتحسس خطاها، فهى تقيم علاقات وثيقة مع إسرائيل والفلسطينيين، وكذلك مع إيران والسعودية، وقد حاولت الصين مرارًا أن تقوم بدور وسيط السلام في صراعات الشرق الأوسط ولكن بقدر محدود، إذ لا تحظى في المنطقة بنفس تأثير الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولى، وهم: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا.