تحرك أمريكي في قضية سد النهضة .. أملا في كسر الجمود وتفادي الصدام

32

أكد رئيس المجلس الانتقالي بالسودان عبدالفتاح البرهان، إن الخرطوم تريد حلا توافقيا وتفاوضيا مبنيا

على حفظ الحقوق بخصوص أزمة سد النهضة.

وقال في مقابلة مع قناة فرانس 24 أن السودان ومصر تربطهما علاقات أزلية وقديمة، مضيفا: “لكن في

هذا الموضوع لدينا مصالح مشتركة متشابهة، والطرفان يسعيان إلى وجود اتفاق ملزم وقانوني، لأن

هذا الحق ليس حقنا، بل حق الأجيال القادمة”، مشدداً: “لذلك يجب أن تكون هناك اتفاقية تحفظ للأجيال

حقهم في مستقبل استخداماتهم واحتياجاتهم للمياه”.

في غضون ذلك دعت الولايات المتحدة الأميركية كلاً من مصر والسودان وإثيوبيا، في بيان مطول، لاستئناف

مفاوضات سد النهضة على وجه السرعة، في أول تحرك أميركي جاد ومباشر منذ تولي إدارة الرئيس

جو بايدن رئاسة البيت الأبيض، مطلع العام، متعهدة بتقديم دعم سياسي وفني لتسهيل التوصل إلى

نتيجة ناجحة.
وأتت دعوة واشنطن عقب جولة مكوكية أجراها المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان

، إلى كل من مصر والسودان وإثيوبيا خلال مايو الجاري، بهدف كسر جمود المفاوضات، ووقف التصعيد

الراهن في ظل إصرار إثيوبيا على ملء خزان السد في يوليو المقبل، بصرف النظر عن إبرام اتفاق مع

مصر السودان.

 

مطالب الدول الثلاث

ووصف الانغماس الأميركي الراهن في الأزمة، بأنه تحول كبير في موقف إدارة بايدن، بحسب مراقبين يرون

أن واشنطن تسعى إلى تجنب مواجهة عسكرية باتت تلوح في الأفق مع تأزم الموقف، الأمر الذي قد يهدد

مصالح أميركية في المنطقة، مؤكدة أن الأفق ليس مسدوداً، وأنه يمكن الوصول لاتفاق يلبي مطالب

الدول الثلاث.
وفي وقت سابق أفادت الخارجية الأميركية، في بيان، بأن فيلتمان “أكّد في مناقشاته مع القادة في أديس أبابا

والقاهرة والخرطوم، أنه يمكن التوفيق بين مخاوف مصر والسودان بشأن الأمن المائي وسلامة وتشغيل

السد مع احتياجات التنمية في إثيوبيا من خلال مفاوضات جوهرية وهادفة بين الأطراف في إطار قيادة

الاتحاد الإفريقي، التي يجب أن تستأنف على وجه السرعة”.

 

نقطة انعطاف

وحددت الخارجية الأميركية (إعلان المبادئ الموقع عام 2015) وبيان يوليو 2020 الصادر عن مكتب الاتحاد

الإفريقي، كأساس مهم لهذه المفاوضات، مع التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم السياسي والفني

لتسهيل التوصل إلى نتيجة ناجحة.

واعتبر البيان الأميركي – في محاولة للتحذير من أي تصعيد عنيف للأحداث – أن “منطقة القرن الإفريقي

تمر بنقطة انعطاف، وأنه سيكون للقرارات التي تتّخذ في الأسابيع والأشهر المقبلة تداعيات كبيرة على

شعوب المنطقة وكذلك على المصالح الأميركية”، مؤكدا التزام الولايات المتحدة بمعالجة الأزمات الإقليمية

المترابطة ودعم القرن الإفريقي ليكون منطقة مزدهرة ومستقرّة.