تقرير يكشف سر ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا
كشف تقرير لوكالة الصحة العامة في المملكة المتحدة، أن السّلالة الجديدة لفيروس كورونا، والتي ظهرت في إنجلترا، هي في طور التحول بسبب أخطاء ارتكبتها السلطات الصحية في البلاد.
ووفقاً للتقرير الذي صدر في الأول من فبراير، تم اكتشاف العديد من حالات الإصابات بالطفرة الإنجليزية التي تحتوي بدورها على طفرة E484K الموجودة كذلك في السلالات التي ظهرت في جنوب أفريقيا والبرازيل.
وقال التقرير إن مختصين راقبوا هذه الطفرة بشكل خاص؛ لأنها تجمع بين طفرة N501Y المعروفة باسم المتغير الإنجليزي، وهو أكثر عدوى، وطفرة 484k، التي يبدو أن لها تأثيراً على فعالية اللقاح، والتي من شأنها أن تقلل فعاليته جزئياً.
واتهم التقرير سياسة المملكة المتحدة في تطعيم المواطنين بالوقوف غير الإرادي وراء إنتاج طفرات جديدة.
التطعيم في ذروة الوباء
لاحظ عالم الأحياء كلود ألكسندر غوستاف، في تصريح لموقع “ياهو نيوز- فرنسي” أن المملكة المتحدة ارتكبت خطأ عندما باشرت التلقيح على نطاق واسع بينما كان الوباء نشطاً للغاية، فيما أخّرت الجرعة الثانية من اللقاح إلى 12 أسبوعاً.
وفي غضون شهرين تقريباً، تم إعطاء ما يقرب من 10 ملايين حقنة في المملكة المتحدة، أكثر بكثير من أي دولة أوروبية أخرى.
حيث انتشر الفيروس بنشاط، مع ما يقرب من أسبوعين متتاليين وتسجيل أكثر من 50 ألف حالة يومياً، لكن التطعيم بالجرعة الثانية تأخر وبالتالي لم تحقق عملية التلقيح العام النتائج المرجوة منها.
ويضيف عالم الأحياء: “التلقيح على نطاق واسع أثناء نشاط الوباء يؤدي حتماً إلى إنتاج طفرات هاربة من المناعة قادرة على مقاومة اللقاح”.
يُذكر أن المركز الوطني للمعلومات والمعرفة حول فيروس كورونا في “إسرائيل”، شدد على أن التطعيم الشامل يمكن أن “يؤدي إلى ضغط على الفيروس ويولد طفرات”.
وتم التعرف على E484K طفرة في جنوب إفريقيا والبرازيل، وهما دولتان تتمتعان بانتشار مرتفع للفيروس مما يسهل ظهور مثل هذه المتغيرات.
العدوى
ويرجع السبب في ذلك، بحسب مختصين، إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص بالعدوى وتشكيل العديد من خزانات الطفرات؛ لأن جزءاً كبيراً من السكان يكتسب مناعة ضد كورونا الذي يخضع بفعل اللقاحات للضغط، و”يرد” بإخراج طفرات قادرة على الإفلات من اللقاح، وفق “قناة الحرة”.
ويشرح الدكتور غوستاف ذلك بالقول: “يحاول الفيروس الذي يجد المزيد من الأشخاص المحصنين في مساره، تجاوز الأجسام المضادة بإنتاج طفرات جديدة”.
ولم يعرف العالم هذه المتغيرات قبل نهاية عام 2020؛ “لأن قلة من الناس كانت محصنة” وفق غوستاف.
فايزر
وسبق وأن أوصت شركتا فايزر وموديرنا بألا تتعدى الفترة بين جرعتي التلقيح 21 و28 يوماً، على التوالي، بينما راهنت السلطات البريطانية على تبديل الوقت بين الجرعة الأولى والثانية حتى 12 أسبوعاً؛ من أجل حقن المزيد من الجرعة الأولى، لضمان مناعة جزئية، وهو ما أحدث العكس.